خلال الافتتاح حبس البعض أنفسهم ضمن بوتقة ضيقة لا يمكن أن تستوي مع مدينة كوزموبوليتانية مثل قدس(نا) التي احتضنت أدياناً وانفتحت على ثقافات وجاليات و كان الجميع إلى ما قبل الاحتلال يجدون فيها مستراحهم وحاضنتهم وبدائل عن أوطانهم الأصلية, لكن البعض الآخر(لحسن الحظ) وسع المدى وقارب المرتجى فحرر المشروع من أسر عقيدته إلى رحاب إنسانيته,فلابد للاحتفالية أن تؤكد على كون القدس ليس فقط عاصمة عربية بل وإسلامية تجوب عواصم العالم الإسلامي, طالما أننا نعني بالاحتفال فعل مقاومة وشكل حياة وصرخة احتجاج ونفير إنقاذ.
هي كذلك عاصمة روحية مسيحية, يشكل مسيحيو المشرق أفضل سدنة ومحامين للدفاع عن تنوعها وتآخي مناخاتها وتسامح سكانها الأصليين المهددين بأيديولوجية عنصرية إقصائية, لهم بل عليهم أن يحملوا صلبانهم ويضعوا العالم أمام مسؤولية إنقاذ مقدسات المدينة.
للقدس وقع في النفوس حتى لتلك التائهة عن بوصلتها الدينية وشعائرها الطقسية, لكن أصحاب هذه النفوس لن يولونا اهتمامهم إن نحن شتتنا الخطاب في النزاعات السياسية والاختلافات المذهبية..لهؤلاء يجب أن نقدم القدس كواحة للاختلاف دون خلاف واقتتال إن حررناها من ربقة الاستعمار وأغلال الاضطهاد.
تحد كبير لا يجوز معه التفكير بتسجيل نقاط ضمن الفريق الواحد لأنه فكر أقرب إلى الكفر.
dianajabbour@yahoo.com