فقد حصل فيلمه الأول ( ليالي ابن آوى ) على أربع ذهبيات في المهرجانات الدولية عام 1989 واستمر في اقتناص الجوائز لقاء أفلامه التالية: رسائل شفهية ,صعود المطر , قمران وزيتونة .
وأريد أن أتوقف بهذه المناسبة عند المعاني والدلالات التي تحملها هذه الجائزة والجوائز التي تحصل عليها الأفلام السورية عموما , فقد أتت الجائزة الكبرى لمهرجان وهران في وقتها , فخلال السنوات الأخيرة تتردد تساؤلات عن جدوى الدعم المالي لمؤسسة السينما , وجدوى دعم الإنتاج السينمائي بشكل خاص , إن هذه الجائزة رد عملي على تلك التساؤلات وتجيب على كل الأسئلة المتعلقة بدعم السينما .
واضح أن ما ننفقه على الثقافة والإعلام لا يصنف ضمن بنود الإنفاق الخدمي , بل يستحق أن نضعه ضمن موازنة الإنفاق الاستثماري المنتج , لأنه عندما يرفع فيلم اسم الوطن في محفل ثقافي عربي أو دولي فهذا يعني أنه أعطى ثمارا طيبة , ولم تذهب الأموال التي أنفقت عليه سدى .
ننظر الآن إلى الواقع السينمائي العالمي فنلحظ تراجعا في عدد الصالات والجمهور , وفي الوقت ذاته تزداد المهرجانات السينمائية عربيا وعالميا , ففي كل دولة من دول المغرب العربي عدة مهرجانات وكذلك الأمر في مصر ودول الخليج , وقد غدت هذه المهرجانات ميدانا للتنافس .
ويحمل التنافس في مهرجانات السينما دلالات سياسية كما هو الحال تماما في الرياضة , فيقولون الدولة الفلانية فازت بالمرتبة الأولى مثلا , ولهذا نجد كثيرا من الدول الغنية والفقيرة تنفق بسخاء على الرياضة والثقافة .
من هذه الزاوية يجب أن ننظر إلى فوز أي فيلم سوري في المهرجانات العربية والعالمية , وبناء على هذه النظرة يفترض أن نتعامل مع إنتاجنا الثقافي .