حيث تغلغلت تلك الإنجازات في مختلف جوانب الحياة لتنعكس انتعاشاً اقتصادياً وخدمياً وحتى سياسياً، فتحولت سورية بالفعل إلى قوة إقليمية تمتلك قراراً سيادياً مستقلاً.
وصارت سورية معروفة بأنها تشكّل الرقم الأصعب في المنطقة، فتمسكت بحقوقها وهي مطمئنة ومتكئة على اكتفاء ذاتي من صنع قائد التصحيح وعرق العمال والفلاحين الذين عشقوا عملهم وأرضهم، ففاضت الحبوب، وتنوعت المنتجات والسلع، لتنتشر المدارس والجامعات والمشافي، وتقام شبكات الاتصالات والطرق بمختلف أصنافها البرية والسككية، وتشاد السدود والمصانع، ومنجزات لا تُعد ولا تُحصى .
قائد التصحيح الرئيس حافظ الأسد علّم السوريين الإباء والكبرياء والأنفة، فرفعنا رؤوسنا عاليا بالفعل اعتزازاً بسوريتنا، ولكن أعداء سورية كان همهم تحطيم هذا البنيان واقتلاع ما بناه قائد التصحيح لنركب موجة المذلّة والهلامية والخنوع التي يرتضيها بعض الأعراب، ولكن هذا ليس فقط صعباً وحسب بل هو المستحيل، لأن ما أسسه الرئيس الراحل حافظ الأسد كان أقوى بكثير من كل حساباتهم.
وان ما ينتهجه اليوم السيد الرئيس بشار الأسد في إكمال ذلك البنيان كان عصياً عليهم وعلى مؤامراتهم، فاليوم وعلى الرغم من كل ما يحصل فإن سورية ماضية وبلا توقف في تحقيق منجزاتها ووقفت كالصخرة في وجه مؤامراتهم وإحباطاتهم، فالمنجزات لم تتوقف والبناء مستمر رغماً عن أنوفهم، ففي هذه الأيام تشهد سورية تدشين العديد من المشاريع الاقتصادية والخدمية النوعية، ووضع حجر الأساس لمشاريع أخرى، كما لم يتوقف تأسيس الشركات الخاصة والمشتركة وانطلاقاتها، والتي تتأسس وتنطلق بالأصل بعد أن يقتنع أصحابها بأنهم قادرون على العمل وتحقيق الأرباح عبر استثمارات كبيرة ومتوسطة وصغيرة.
إنهم يدركون جيداً بأن سورية ليست من بلاد الملح الهزيلة التي لا تقوى على احتمال زخة مطر حتى تذوب وتتلاشى في المغاور والثقوب والأنفاق، لتستقر في تلك الظلمات التي تشبهها وبها تليق، وسورية في زمن التصحيح غدت جبلاً أشمّا، وصخرة عنيدة، فلا ينتظروا منها سوى أن تتكسر مؤامراتهم وأوهامهم أمام قوتها وصلابتها التي لا تلين.