وأعتقد جازما أنه حتى الآن لم تقم دراسة علمية محايدة واحدة حول واقع هذه المؤسسات ودورها الحالي والمستقبلي.
وحتى نحن العاملين في الإعلام لا نمتلك أي مؤشرات إحصائية وقياسية عن أداء تلك المؤسسات إنما يكتفي الجميع بالتصريحات واللقاءات الصحفية مع إدارات هذه المؤسسات لتسمعنا المعزوفة نفسها (أسعارنا أرخص من أسعار السوق بنسبة مابين 15- 25%..) ودون أي إثبات أو أمثلة عملية من طرف علمي محايد رغم أن مشاهدة المواطن العادي وحركة الإقبال على منافذ تلك المؤسسات هي وحدها الدليل الأكثر وضوحا إلا أنه غائب حتى الآن.
والأخطر من هذا وذاك أن الشفافية المطلوبة لم تصل بعد لتلك المؤسسات والتي يفترض أن تحرص على اسمها وسمعتها وعراقتها في حين نجدها دخلت عشرات التجارب في التعاون مع القطاع الخاص ودون نتائج ملموسة على الأطر التشريعية والقانونية التي تكسبها شرعية واستمرارية ..وليبقى في نهاية الأمر العمل برمته في إدارات مؤسسات التدخل الايجابي ارتجالي ودون وجود جهة أعلى تحاسب أو تشرف على عملها ومراقبتها وقد لا تجرؤ أصلاً..
ويبقى أخيرا الإشارة الى خطورة الصمت عن استمرار تأجير صالات ومنافذ تلك المؤسسات الحكومية للقطاع الخاص وبقاء اسم المؤسسة عليها حيث لا يهم المستثمر لها سوى الربح بحجة أن الإيجار مرتفع ومن حقه أي تصرف والبيع بأي سعر كان طالما يلتزم بما يترتب عليه من الإيجار السنوي دون نقصان ... فهل هذا هو التدخل الايجابي؟
kassem85@gmail.com