تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


«الأنتربول» وأردوغان في القفص!

البقعة الساخنة
الاثنين 10-11-2014
علي نصر الله

قدمت منظمة الشرطة الدولية (انتربول) أدلة موثقة حول تورط حكومة أردوغان بتقديم المساعدات للإرهابيين، وبسماحها لأكثر من 15 ألف إرهابي بالدخول عبر أراضيها إلى سورية والعراق، حيث قال مكتب الانتربول الدولي: إن تركيا سمحت بدخول الآلاف من الإرهابيين من 81 بلداً إلى سورية،

مؤكداً أن الحكومة التركية فتحت حدودها لهم وسهَّلت دخولهم، فهل يكفي مكتب الانتربول أن يقدم المعلومة للعالم وأن يضعها برسم المنظمات الدولية، أم أنه مطالب حسب ميثاق عمله بالتحرك؟ وإذا كان لم يفعل شيئاً في الماضي لمنع تركيا عن القيام بما قامت به، فما الذي يمنعه من التحرك اليوم؟!.‏

سورية وتركيا بلدان عضوان في المنظمة الدولية (انتربول) وبالتالي لا يجوز لها أن تعبِّر عن عجزها بهذه الطريقة، وكان يجب عليها أن تتصدى لواجبها في حماية سورية من تجاوزات حكومة أردوغان إذا كانت عجزت لأسباب سياسية عن ردعه ومنعه، أما أن تخضع للضغوط السياسية الأوروبية والأميركية، وأن تتخلى عن مهنيتها وواجباتها في حفظ أمن الدول الأعضاء، وأن تتخلف عن التعاون معها بتبادل المعلومات واتخاذ الإجراءات المناسبة، فإنها بذلك تكون كمن يدين نفسه، وكمن يقدم الأسباب الموجبة لحل المنظمة الدولية وإقالة العاملين بها.‏

لا يكفي في حال من الأحوال أن يتحدث مكتب الانتربول عن معلومات، وإذا كان سلَّم بعجزه عن التحرك وعن القيام بالواجب المنصوص عليه بميثاق عمله، فلا يجوز له إخفاء هذه المعلومات عن الإعلام والرأي العام طيلة المدة الزمنية الماضية، ذلك أنه يتحدث عن معلومات راكمها خلال السنتين الأخيرتين في أقل تقدير - حسب تقريره - فلماذا لم يظهرها إلا في هذا التوقيت؟ ولماذا لم يضعها بتصرف الدول الأعضاء، وبتصرف الدول التي يضربها الإرهاب؟ ولماذا لم يتخذ أي إجراء ضد تركيا وشخص رئيس حكومتها؟ وهل كان ليخفي المعلومات ويعبِّر عن العجز لو تعلق الأمر بأمن إسرائيل؟ وهل كان ليفعل ذلك لو أن المتورط كان بلداً مناهضاً لسياسات الهيمنة الأميركية الأوروبية؟‏

بين انتربول في ليون الفرنسية ويوروبول في لاهاي الهولندية تعاون عميق مكين قائم منذ تأسست المنظمتان الأمنيتان، وقد أحبطتا بالتعاون مع الأجهزة الأمنية الأوروبية الكثير من التهديدات الإرهابية، وسجلتا إنجازات مهمة في مواجهة التحديات الأمنية في القارة العجوز، فلماذا تتهاونان في التعاطي مع التحديات التي تهدد ضفة المتوسط المقابلة لأوروبا، ولماذا تغضان الطرف عن تجاوزات وتورط الحكومة التركية لو لم تكن المنظمتان خاضعتان للمزاج السياسي الغربي المتورطة إدارته بالشراكة مع أردوغان في مسألة دعم الإرهاب؟.‏

التخلف عن القيام بالواجب الأمني، والتهاون في التعاطي مع التحديات والتهديدات الإرهابية، والإخفاء المتعمد للمعلومات، والخضوع للمزاج السياسي الغربي بما يتعارض مع ميثاق العمل والمهنية للانتربول، وعدم التحرك باتجاه المحاكم الجنائية الدولية المختصة لمحاسبة أردوغان وحكومته ومعه ومعها جميع الأشخاص والحكومات المتورطة بدعم الإرهاب لا يدين أردوغان والانتربول فحسب، بل يضعهما معاً في قفص واحد.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 علي نصر الله
علي نصر الله

القراءات: 12372
القراءات: 1653
القراءات: 1307
القراءات: 1474
القراءات: 1428
القراءات: 1251
القراءات: 1487
القراءات: 1359
القراءات: 1471
القراءات: 1557
القراءات: 1564
القراءات: 1630
القراءات: 1899
القراءات: 1273
القراءات: 1348
القراءات: 1292
القراءات: 1664
القراءات: 1477
القراءات: 1431
القراءات: 1514
القراءات: 1470
القراءات: 1495
القراءات: 1467
القراءات: 1779
القراءات: 1479
القراءات: 1356

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية