التي انصاعت لتعليمات الاستخبارات الصهيونية برفض التوصل إلى اتفاق يقضي بعودة الأمن والأمان إلى القرى والبلدات في محافظة درعا وسيادة القانون وتسوية أوضاع المسلحين بعد تسليم أسلحتهم والاستفادة من مرسوم العفو ساري المفعول.
النتيجة معروفة في أي مواجهة مع الجيش العربي السوري، فهو قوة ضاربة أظهرت قدرات كبيرة في استعادة الأراضي من الإرهابيين، وشكلت نماذج يفترض أن تأخذ المجموعات المسلحة دروساً مستفادة منها، وتأخذ العبر في صيرورتها، فليس من منطقة توجه إليها الجيش العربي السوري إلا رفض على الوجود الإرهابي فيها بصورة كلية وأعاد فرض القانون في المناطق المطهرة مع السرعة في إعادة إعمار وإصلاح الشبكات والطرق والبنى الأساسية فضلاً عن المدارس والمؤسسات التربوية والصحية والخدمية جميعها.
ذلك الدرس لم يؤخذ بالاعتبار من جانب المجموعات الإرهابية، فذهبت بعيداً في غيّها في رفض التسويات واللجوء إلى المواجهة المسلحة وهي تدرك قبل غيرها أن مصير أفرادها هو الجحيم بالتأكيد فلماذا يصر الإرهابيون على هذا الموقف؟ ومن الذي يمنعهم من القبول باتفاق مشابه لكثير من التوافقات الموقعة مع مجموعات إرهابية غيرهم سبقتهم في التسويات؟
الإجابة لا تحتاج كثير عناء، فعلى التماس مع هذه المجموعات وعلى تواصل دائم ومستمر معها عناصر وضباط أجهزة الاستخبارات الصهيونية، وهم من يريدون لهذه المنطقة أن تبقى مشتعلة ومتوترة، ولا تهدأ فيها حال، ويسعون لإبقائها متوترة لأطول فترة ممكنة، وهو ما يطلبونه، وهو ما تنفذه تلك المجموعات الإرهابية وهي تسلب المواطنين حقهم في الاختيار، وتضحي بهم وبممتلكاتهم خدمة للصهيونية وحدها.
هي في النهاية معركة قصيرة، ولن تطول، وهو خيار لم يكن مرغوباً، وفرضه الإرهابيون والاستخبارات الصهيونية.