| يا أهلنا ..أهل القمة لبنان و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته , مرة أخرى : هذه دمشق و لسوف تلاحظون . و انتم تطأون ارضها , ماذا يحدث في اللاوعي ( و في الوعي ) . ذات يوم , قال الشاعر اليوناني نيكوس كازنتزاكي , الذي فاخر بأصله العربي , و بأن البحر , حتى البحر , ما زال يمتلئ بصهيل خيولنا , أن ثمة مدناً تعيد إلينا ذاكرة الجمر.. و لن نستعيد , في هذه اللحظة الراهنة , تلك الصورة السوداوية لواقع الحال ( و أي حال?): ضائعون بين الثلاجة و.. المقبرة! إذاً, لحظة الجمر هي لحظة الخيار, فهل من حاجة لأن نستعين بعيني زرقاء اليمامة لكي نرى الأهوال التي أمامنا و التي لا مجال لمواجهتها إلا بإعادة تشكيل أنفسنا , و على المستويات كافة حتى على المستوى السوسيولوجي ما دمنا نعيش ذلك التصدع الدراماتيكي في القيم , و في العلاقات , و في الرؤى .. لا,لا, بل نستعين بالسيدة الجليلة زرقاء اليمامة لكي تدلنا على الطريق , و بعدما نجح القياصرة في أن يختزلوا تاريخنا كل تاريخنا, بالليلة القبلية الطويلة.. و يا أيها السيد هوت دوغ إن مكانك ليس هنا. نذكر فقط بأن الباحث الأمريكي الشهير آلفن توفلر هو من قال بأن الكرة الأرضية لا تدار بالادمغة التي تشبه أطباق الهوت دوغ . لكنهم يا سيدتي زرقاء اليمامة يعاملوننا كما الاطباق الفارغة .. هل من حاجة للأمثلة ? لا نبالغ : بالفم الملآن يصنعون الاستراتيجيات , و المشاريع , و الإيديولوجيات , بالفم الملآن يخترعون لنا الأعداء , و يقيمون جدران الفصل,إن لم تكن جدران النار, بين الأهل والأهل, فهل من المنطقي ألا يتوقف ذاك النزيف المبرمج, وهم الذين يريدوننا هكذا, في نهاية المطاف,(هياكل عظمية في ذلك العراء الأبدي), ولا تؤاخذونا إذا أخذنا هذا التعبير المروع من الإغريقي سوفوكل , ما دامت ثقافتنا هي ثقافة الانفتاح, وما دامت عبقرية العرب مشرعة على كل العبقريات الأخرى.. يا أهل القمة.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته: أننا حائرون,منهكون, بل ومحطمون, وها هي الخريطة أمامكم لعلها خريطة الأنين أو خريطة التيه, فيما تختزن الأمة التي يظن البعض,ويظن, أنها اضحت اطلالاً, ما يكفي لكي نقف على أقدامنا.. ..والمهم المهم أن تكون عيوننا- يا أهلنا أهل القمة- في ما يجمعنا, كبناة للمستقبل, لا في ما يفرقنا.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته!
|
|