والناجمة أساساً عن حجم القوى العاملة وتخلف وسائل الإنتاج, فإن السؤال المشروع بهذه الحالة: إلى أين وصل حصاد الشركات المدمجة على مدار سنوات?.. وماذا عن النتائج?!
للأسف ليست هناك معلومات رسمية ودقيقة بهذا الشأن, غير أن المتابعة شبه الدؤوبة لأحوال قطاعنا العام والشركات المدمجة, تشير إلى أن التجربة لم تفض إلى نتائج مرضية ولا حتى ضمن الحدود الدنيا, فخيار الدمج كان يتعين أن يخضع لمعايير وأسس محددة بهدف الوصول إلى توليد شركات ذات إمكانات كبيرة تساعد على ترجمة أي طموح مستقبلي يؤدي إلى حضور المنافسة السلعية, لكن مثل هذا الأمر لم يحدث رغم أهميته وضرورته الموضوعية, حتى إن بعض الشركات التي كان يتعين دمجها بقيت على حالها, فعلى سبيل المثال لا الحصر, ما مبرر الإبقاء على شركات الغزل والنسيج والأصواف كما لو كانت أشبه بالجزر المنتشرة في أكثر من محافظة, بدءاً من شركات الغزل القطني والنسيج, مروراً بشركات النسيج الصوفي (السجاد) وليس انتهاء بشركات الألبسة الداخلية والجوارب, ومثل هذه الشركات باتت بحاجة فعلية إلى (لم شمل), لأن عنصر القوة يتمثل في إعادة تأهيلها وصهرها كي تتحول إلى جسد واحد.
ولعل الجانب الذي يستحق التوقف مطولاً, أن هناك استحقاقات كثيرة تم تجاوزها وغض الطرف عنها رغم أهميتها المحورية, وفي هذه الاستحقاقات تحديث خطوط الإنتاج وافتتاح مراكز للتدريب والبحث والتطوير لتنمية مهارات العاملين,وحين نؤكد على ضرورة تحديث وسائل الإنتاج, فليس ذلك إلا لأن بعض شركاتنا ما زالت تأخذ بتجهيزات تنتمي في غالبيتها إلى ما قبل الثورة الصناعية والتكنولوجية في الغرب, ومثل هذه التقنيات ليس بمقدورها إنتاج سلعة ذات جودة عالية وسعر أقل, وهذا الشعار الأخير ترفعه اليوم غالبية شركات العالم.. فأين نحن منه?!
marwanj@ureach.com