ومصدر تفاؤل يمكن سحبه على العديد من القضايا الخلافية العربية.
وما حققته المبادرة اليمنية من اختراق فعلي في أزمة كان المستفيد الوحيد منها إسرائيل , يؤسس لملامح جديدة في الدور العربي للتخفيف من ادوار ومساحات أعطيت دون وجه حق لأطراف عبثت بالوضع العربي , كما ساهمت في تأجيج الخلافات , وهو أمر يمكن القياس عليه في أي أزمة تواجهها أي دولة عربية .
وعندما يأتي هذا الاتفاق قبيل قمة دمشق المرتقبة , والتي تشكل مرحلة مفصلية في العمل العربي المشترك, فإنه يضفي أبعادا خاصة يمكن أن توظف لتدعيم أوجه الاتفاق القائمة , وتخفف من حدة التباين في التفاصيل التي قد تبرز في مرحلة لاحقة من خلال تبني هذا الاتفاق وتعميمه ليكون الشكل الجديد لآليات التعاطي مع المشاكل والقضايا العربية.
وقمة دمشق فرصة سانحة لتحقيق ذلك عبر التأكيد على أولويات العمل المشترك كبوابة للحل , وكإطار للمقاربة المطلوبة بين العرب في قمتهم المفصلية التي تأتي في ظروف لا يخفى على أحد مدى خطورتها على الوضع العربي ووجوده .
إن سورية التي دعت إلى الحوار بين الفلسطينيين وطالبت مرارا بأن يكون الناظم الوحيد لأي معضلة تعترض العمل الفلسطيني, تجد في الخطوة التي تمت بادرة طيبة للعمل العربي ومصدرا إضافيا للتفاؤل بقمتها , وخصوصا في وقت تتطلب فيه الظروف أقصى درجات الوحدة الوطنية التي بقيت السلاح الأمضى في مواجهة المخططات الإسرائيلية لضرب الصمود الفلسطيني .