في مرحلة هذه الأخطار االجمة التي تكشف عنها مشروع التفتيت الأميركي بالمنطقة العربية, بامتدادته السياسية والعسكرية والثقافية تنعقد القمة العشرون للعرب في دمشق لتشكل اللقاء المناسب في الزمان والمكان المناسبين لاجتماع العرب على كلمة سواء وموقف موحد وخطاب واحد في مواجهة مجمل تحديات المرحلة.
انعقاد القمة العربية على أرض دمشق حدث مهم لايوازيه في أهميته حدث آخر لاعتبارات كثيرة تتصل بمكان القمة والظروف المحيطة بالأمة وأهداف هذا اللقاء عالي المستوى والنظرة الاميركية للقمة وهي تنعقد في دمشق.
فدمشق عاصمة الممانعة العربية وعاصمة الدولة العربية الدائمة للمقاومة العربيةوالصمود العربي في وجه الاحتلال ومشاريع الهيمنة على المنطقة , وانعقاد لقاء القمة على أرضها سيعزز من دورها ودور القمة في مواجهة التحديات والاستجابة لاستحقاقات المرحلة.
والظروف المحيطة بانعقاد القمة هي من التعقيد بحيث ترتب على القمة رؤى ومواقف تثبت بها أن العرب يمتلكون من القدرات والإدارة والتصميم ما يكفي لحماية وجودهم وصون وحدتهم وضمان أمنهم وتأمين مصالحهم في وجه أي تهديد يستهدفهم.
وأهم الرؤى والمواقف المترتبة على القمة والتي تشكل جوهر أهدافها الرئيسة في هذه الظروف المصيرية الصعبة هي استعادة التضامن العربي على قاعدة نبذ الخلافات العربية ووعي المخاطر المتربصة بالأمة ووجودها وأمنها وحقوقها وقضاياها العادلة , وجعل العمل العربي المشترك وتنسيق المواقف ووحدة الرؤية نهجاً ثابتاً لحركة السياسة العربية يشكل الخروج منه خروجاً على الإجماع العربي والمصلحة القومية العليا للأمة.
وإذا كان أول نجاحات القمة هو عقدها في دمشق وفي الموعد المحدد لها, فإن باقي نجاحاتها ستكون في استعادة التضامن العربي المفقود والتصالح مع الذات وإيجاد حلول لكل المشكلات والخلافات العربية على أساس تعزيز قدرة الأمة على مواجهة تحديات الخارج وتفويت الفرص أمام قوى الهيمنة والسيطرة والاحتلال للاستفادة من أي خلاف بين العرب وأي ضعف لأوضاعهم تسببه خلافاتهم وانقساماتهم غير المبررة.