تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


عدو الشعب والسوريون

معاً على الطريق
الأحد 24/8/2008
ديانا جبور

منذ(عدو الشعب) لإبسن النرويجي, بداية القرن التاسع عشر, والتنظير للعلاقة بين الطليعة والشعب يكاد أن يكون نسخة واحدة, فأبناء الشعب على الأغلب في الشمال الأوروبي كما في الجنوب الآسيوي, عوام لا يستطيع أن يعوم المثقف الطليعي في بحره, فلا يكون أمامه بعد محاولات تخبط إلا أن يسقط إلى قاعه.

لكن سورية قد تكون الاستثناء الذي يؤكد تلك القاعدة العامة, وليس من قبيل المصادفة أن يقال إن معظم ما يكتب يخرج من القاهرة أو بغداد, وإن بيروت هي مكان طباعته وتسويقه, أما القراء فهم السوريون, ما يعني أن العام من بينهم ذو سوية عالية, وأنهم حاضنة الإبداع ولا سيما الطليعي منه, فلا غرو إذاً أن يمنح الاعتراف السوري شهادة التميز للمبدع, والتاريخ حافل بقصص مشوقة منذ سيد درويش وعبد الوهاب إلى عبد الحليم وفيروز.‏

وأن نكتفي بأسماء من عالم التلحين والغناء أطلقتها سورية والسوريون فله مناسبة, الأمسيات التي أحياها الفنان زياد الرحباني, وهو فنان كبير بحق, بل عملاق, لكنه استطاع بفضل الجمهور السوري أن يعلن فوز رهانه الفني, بحثه الموسيقي, وطرحه التحديثي رغم كل محاولات التسفيه والتهويد الموسيقيين.‏

جمهور لم يجد له الفنان شبيها حتى أنه شعر بحضرته إنما يكون أمام امتحان فلا يأتيه ليسمّعه بل ليسمّع له كما قال في ختام حفلته.‏

جمهور بذائقة رفيعة, يمتد جسراً بين جزر النخب المعزولة, فلماذا يقوم أحياناً بسلوكيات غوغائية في أنشطة رياضية, أو يدير ظهره لفعاليات ثقافية? هل يحق لنا أن نحمله المسؤولية أم نبحث عن أسباب لتعبيره عن الخذلان أو الازدراء وهو الذي أثبت عبر تاريخية العلاقة أنه بعيد عن قطيعية تحول الرفيق الحقيقي إلى عدو الشعب?‏

dianajabbour@yahoo.com‏

تعليقات الزوار

أيمن الدالاتي - الوطن العربي |  dalatione@hotmail.com | 24/08/2008 01:25

بالطبع العامة في سورية تتميز عن عوام الآخرين ولو في أوروبا أو أمريكاو وهذا مالمسته واستنتجته بنفسي من خلال سنوات الغربة الطويلة, إنما أجيب على تساؤل الكاتبة ديانا لماذا يقوم هكذا جمهور بالغوغائية في ميدان الرياضة, أو يدير ظهره لفعاليات ثقافية بالقول أن الرياضة عندنا هي لتنفيس العامة من ضغوط الحياة اليومية, أما في غيابه عن الفعاليات الثقافية فلأنها عديمة الفعالية واجترار لنمط واحد , والجمهور السوري يريد التغيير والجديد, فلا يجده في محافلنا المحلية.

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

  ديانا جبور
ديانا جبور

القراءات: 1002
القراءات: 1005
القراءات: 937
القراءات: 1095
القراءات: 1062
القراءات: 1385
القراءات: 1561
القراءات: 1759
القراءات: 1383
القراءات: 1239
القراءات: 1527
القراءات: 1447
القراءات: 1523
القراءات: 1606
القراءات: 1264
القراءات: 1335
القراءات: 1310
القراءات: 1643
القراءات: 1610
القراءات: 1545
القراءات: 1503
القراءات: 1191
القراءات: 1320
القراءات: 1452
القراءات: 1542

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية