| عدو الشعب والسوريون معاً على الطريق لكن سورية قد تكون الاستثناء الذي يؤكد تلك القاعدة العامة, وليس من قبيل المصادفة أن يقال إن معظم ما يكتب يخرج من القاهرة أو بغداد, وإن بيروت هي مكان طباعته وتسويقه, أما القراء فهم السوريون, ما يعني أن العام من بينهم ذو سوية عالية, وأنهم حاضنة الإبداع ولا سيما الطليعي منه, فلا غرو إذاً أن يمنح الاعتراف السوري شهادة التميز للمبدع, والتاريخ حافل بقصص مشوقة منذ سيد درويش وعبد الوهاب إلى عبد الحليم وفيروز. وأن نكتفي بأسماء من عالم التلحين والغناء أطلقتها سورية والسوريون فله مناسبة, الأمسيات التي أحياها الفنان زياد الرحباني, وهو فنان كبير بحق, بل عملاق, لكنه استطاع بفضل الجمهور السوري أن يعلن فوز رهانه الفني, بحثه الموسيقي, وطرحه التحديثي رغم كل محاولات التسفيه والتهويد الموسيقيين. جمهور لم يجد له الفنان شبيها حتى أنه شعر بحضرته إنما يكون أمام امتحان فلا يأتيه ليسمّعه بل ليسمّع له كما قال في ختام حفلته. جمهور بذائقة رفيعة, يمتد جسراً بين جزر النخب المعزولة, فلماذا يقوم أحياناً بسلوكيات غوغائية في أنشطة رياضية, أو يدير ظهره لفعاليات ثقافية? هل يحق لنا أن نحمله المسؤولية أم نبحث عن أسباب لتعبيره عن الخذلان أو الازدراء وهو الذي أثبت عبر تاريخية العلاقة أنه بعيد عن قطيعية تحول الرفيق الحقيقي إلى عدو الشعب? dianajabbour@yahoo.com
|
|