تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


فريـدمـان على مرآة الاغتيـال

قضاياالثورة
الأربعاء 23/2/2005 م
خالد الأشهب

رأى توماس فريدمان فيما يرى النائم في الحلم أنه سيكون من الصعب اثبات من قتل رفيق الحريري,

ثم يكتشف بطريقة الإلهام او الوحي ان لدى سورية القدرات والخبرات والدوافع كي تقتل الحريري في سياق (لعبة) تديرها مع واشنطن وباريس والمعارضة اللبنانية!!‏

نعترف لفريدمان ببراعته في قراءة النص السياسي وتأويل مشاهده كما يحب ويشتهي, ثم في تحويره واعادة تمثيل فصوله بين يدي قرائه وأمام ناظريهم مذ كان مراسلاً في بيروت, ونعترف له بنجاحه في تشذيب وتلطيف المشهد الاسرائيلي الوحشي في جنوب لبنان في ذلك الحين حتى اعتقد الاميركيون من قرائه ان لبنان هو الذي غزا اسرائيل واحتل ودمر شمالها, بل لقد اندفع بعضهم مطالباً بانسحاب اللبنانيين من اسرائيل ووقف المجازر التي يرتكبونها هناك!‏

ولعل استغراق فريدمان في ألعاب التضليل والتشويه وقلب الحقائق رأساً على عقب, وفي رؤية العالم مسرحاً من الدمى والخيوط المتشابكة كما في إدارته واقطابها اوقعه فريسة الألعاب تلك, فرأى سورية في موقع اميركا, ورأى أميركا في موقع سورية, فوجد ان سورية دولة عظمى تحرك الدمى, وتنقل رقعة الشطرنج من مكان الى آخر حول العالم, تلعب هنا وتحتل هناك وتقامر بالارض والناس في مكان ثالث ورابع وهكذا, وجدها تملك الكثير من التكنولوجيا وتقنيات التفجير دون ترك اثر الى الحد الذي دفعه الى الجزم بأنه سيكون صعباً اثبات من قتل الحريري, ووجد فريدمان من الدوافع لدى سورية كي تقتل الحريري, ما جعله يعتقد انها هي التي احتلت العراق ودمرته بعد افغانستان, وهي التي تخطط لنسف المنطقة العربية وتفتيت مجتمعاتها ودولها, ثم تحويلها الى اتباع لإسرائيل ومشروعها في المنطقة, وهي التي صممت وأدارت ذلك السيناريو المحكم التدبير والاخراج من تداعيات اغتيال الحريري وما بعده, وهي التي شدت خيوط الدمى في المسرح السياسي اللبناني الناشىء عن الاغتيال, وجعلت لكل حبة منخورة على ذلك المسرح كيالاً أميركياً أعور!‏

ليست الغشاوة على عيني فريدمان, بل هي على العيون التي ترى العالم والأحداث واغتيال الحريري من خلال عيني فريدمان, ولهذا سيكون صعباً اثبات من قتل الحريري, ولكن سيكون ممكناً وظالماً تدبيج الاثبات وفبركته!‏

كتب فريدمان ما كتب.. على صفحة مرآة, لا على صفحة ورق!‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 خالد الأشهب
خالد الأشهب

القراءات: 2200
القراءات: 2100
القراءات: 2523
القراءات: 2479
القراءات: 2255
القراءات: 2622
القراءات: 2567
القراءات: 2504
القراءات: 2273
القراءات: 2596
القراءات: 2808
القراءات: 2700
القراءات: 2402
القراءات: 2861
القراءات: 2929
القراءات: 3010
القراءات: 2793
القراءات: 3170
القراءات: 3120
القراءات: 3226
القراءات: 2623
القراءات: 3092
القراءات: 3578
القراءات: 3341
القراءات: 3398

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية