وهذا يعود إلى أسباب عديدة أهمها الخصائص التي نمتلكها من حيث الطبيعة الجميلة والبعد التاريخي الذي يستقطب المهتمين من خلال الآثار الموجودة لدينا, التي تحكي قصة الحضارات التي تعاقبت, وتعطي مؤشرات واضحة على الموقع الاستراتيجي من جهة, وحالة التواصل التي كانت سائدة آنذاك عبر الطرق والمعابر لبلدات أخرى.
كل ما ذكرناه يشكل عاملاً ومحرضاً لإعطاء الواقع السياحي دفعاً جديداً عبر حركة استثمارات تشكل في مجملها حالة تصاعدية لواقع البنية التحتية لتصبح السياحة واقعاً ورديفاً حقيقياً مساعداً في الدخل الوطني.
فسوق الاستثمار السياحي الذي سيعقد خلال شهر نيسان القادم سيتم من خلال طرح مواقع متنوعة, وفي المحافظات والمدن كافة, وسيكون له أثر كبير في دفع المستثمرين وتحفيزهم, وبالتالي الوصول إلى صيغة تكاملية مستقبلية على المدى القريب والبعيد, عنوانها إيجاد حالة من التناغم بين ما نمتلكه من خصائص سياحية تجعلنا من البلدان الرائدة في هذا المجال, إذا ما تم تنفيذ صيغ استثمارية حقيقية وإيجاد جميع الوسائل المساعدة لذلك.
يمكننا أن نؤكد على نقطة مهمة وهي أن حجم الاستثمارات في قطاع السياحة يتزايد ويتصاعد, إضافة إلى تنامي الوعي لأهمية هذا القطاع, الذي لا يقل أهمية عن أي ثروات موجودة لدينا في باطن الأرض, إذا ما أحسن استثمارها بالشكل الأمثل, ونحن إذاً بأمس الحاجة للأسس الكفيلة والتي تؤدي للارتقاء بهذا القطاع عبر جملة أمور لابد منها لتشكل عاملاً مساعداً لإطلاق الاستثمارات في هذا المجال من قبل رجال الأعمال والمستثمرين عرباً وأجانب لتساعد على إظهار سورية وما تتميز به من طبيعة جغرافية رائعة, والتي تؤهلنا لأن نكون بلداً سياحياً قادراً على استقبال المجموعات السياحية وفي جميع الفصول.
فمن يتجول في المناطق الجبلية القريبة والمحاذية لشاطئ البحر, سيدرك أنها بحاجة إلى المزيد من الاهتمام والعناية, والبداية حتماً تكون من خلال تأهيل هذه المناطق, فبعض طرقاتها تكاد تتسع لمركبة صغيرة فقط, وهذا بحد ذاته يجعل أشكال الاستثمار ضعيفة رغم الجمالية التي تتمتع بها جميع هذه المناطق الجبلية, إضافة إلى خدمات كثيرة لسنا بصدد الحديث عنها.
دراسة هذه المناطق ضرورة ملحة كونها تتميز بطبيعة ساحرة, والتفكير بمشروعات سياحية فيها عبر طرق كثيرة تجعل المستثمرين يتجهون إليها, لتساهم هذه الخدمات بمجملها بتكامل وانسجام الطبيعة مع التدخل المدروس فيها, لتكون قادرة على المنافسة.
ربما يقول البعض إن الجميع يسعى لذلك عبر صيغ استثمارية, ومنها سوق الاستثمار المنوي إقامته, وما نتمناه أن تكون البداية لطرح مشروعات يشكل استثمارها حالة سياحية تتصاعد وتيرتها لتشكل ثنائية رائعة, أوابد وآثار وطبيعة خلابة, واستثمارات تظهرها بالشكل اللائق, وتنمي السياحة وتدفعها إلى آفاق جديدة جميعنا نطمح إليها.