تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


عنصـريون

بيروت
معاً على الطريق
الأربعاء 23/2/ 2005 م
غسان الشامي

عندما سألت مالك , عامل المقهى الذي يأتينا باسماً بالقهوة , هل يضايقونكم ?اجاب بغصة نعم ياأستاذ وسوف أعود الى سورية.

هكذا عندما ينفخ أهل الفتنة في جمر العداء, وعندما يلهبون ظهر الشارع المتطيف بسياط الحقد ويفلتونه يصبح هؤلاء الزعماء أنفسهم أسرى مانفخوه من كراهية .‏

منذ زمان بعيد والشارع اللبناني يُحشى عنصريا ضد العامل السوري , وكانت الأرقام المضحكة عن وجود أكثر من مليون عامل سوري تسري في هشيم الجهل , وأن العامل إياه يأكل الأخضر واليابس ولايترك للبناني شيئا ليأكله .‏

ومن يرى كيف يعيش العامل السوري في لبنان وماذا يأكل وتحت أي ظروف يعمل ,يعلم ان عنصرية مخبوءة ومعلنة كانت تمارس ضده.‏

لقد اعاد هذا العامل بساعديه اعمار لبنان بعد الفتنة الطائفية بينما ذهب اللبناني يبحث كعادته عن عمل وعن جنسية في بلاد العالم الاول , لكن العين الحولاء لدى من زرعوا العداء ضد كل ماهو سوري كانت تلاحق لقمة هؤلاء العمال.‏

اذا ارتفع او انخفض سعر البطاطا والخس والبطيخ فان ذلك يعود الى سورية مع ان التهريب من لبنان الى الشام جعل الكثيرين هنا من اصحاب الملايين فالبرادات والغسالات والتلفزيونات ومجمل الادوات الكمالية تهرب من لبنان , وهذا شطارة .‏

على اي حال , لن استفيض في الوصف ,لانه بعد اغتيال الرئيس الحريري انفلت العنصريون , بعد ان حشاهم زعماؤهم بالهواء الطائفي والعنصري ليمارسوا افعالاً منافية لما كان يؤمن به رفيق الحريري نفسه في محاولة لتنفيس احتقان لاعلاقة لهؤلاء العمال به .‏

من مصلحة من زرع العداء بين اللبنانيين والسوريين?‏

الجغرافيا نعمة, لكنها لعنة في الوقت نفسه وكذلك الديمغرافيا فمن من مصلحته اقفال لبنان على نفسه وجعله يغلي في عداواته الصغيرة?‏

في السياسة قد نختلف , وها نحن بدل القومية العربية من المحيط الى الخليج وبدل القومية السورية في هلالها الخصيب ننكمش لنحافظ على وضعية سايكس بيكو قبل ان تحل سايكس بيكو جديدة.‏

إنني بت أقبل بالكيانات الحالية أقل تعصباً وأقل كيانية, لكن على من نقرأ في هذا الزمن الامريكي التفتيتي?!‏

انني اعتذر من نفسي ومن عنصرية الفالتين , اما السياسية فمقاربتها في العلاقات بين الدول تحتاج الى كلام من نوع اخر حتى بين الاخوة..?‏

تعليقات الزوار

Hisham |  hcube44@hotmail.com | 23/02/2005 02:13

your comments are very true. I am surprised how our brothers in Lebanon forgot their roots! They were Syrians few yeras ago, nor they are something else. Hoiw sad.

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 غسان الشامي
غسان الشامي

القراءات: 1677
القراءات: 1479
القراءات: 1629
القراءات: 1387
القراءات: 1365
القراءات: 1323
القراءات: 1475
القراءات: 1692
القراءات: 1707
القراءات: 2106
القراءات: 1466
القراءات: 2212
القراءات: 1331
القراءات: 1364
القراءات: 1611
القراءات: 1610
القراءات: 1422
القراءات: 1507
القراءات: 1403
القراءات: 1924
القراءات: 1490
القراءات: 1364
القراءات: 1565
القراءات: 1563
القراءات: 1341

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية