ولامطالب شعبية أبداً، فالمطالب لاتعني أن تغتال وجودك وتدمر مقدراتك فإذا كنت جائعاً فبالتأكيد لن تلقي بالأرغفة في مجاري الصرف الصحي وإن كنت تشعر بالقرّ فلن تهدر الطاقة وتسكب (المازوت) أيضاً في المجاري.
وإن كنت تشعر بالغبن من عدم مجانية التعليم مثلاً فلن تدمر وتحرق المدارس وإلى ماهنالك من القائمة..
عامان و(حراكهم السلمي ) يدمر، يخرب ، يمزق، يشتت ، يستدعي أدوات التآمر بألف شكل ولون..
عامان إلا قليلاً والدولة والحكومة والمجتمع صابرون يقدمون الفرصة تلو الفرصة لم يبق شيء إلا وكان من أجل اجتثاث جذور المحنة ولن نمل الحديث عن الإصلاحات التي حدثت ولاعن التشريعات التي صدرت وكيف قوبلت على أرض الواقع من قبل هؤلاء ورعاتهم القابعين في أنحاء شتى من العالم يتلذذون برؤية سورية تقع في فتنة يزداد حطبها، ويزداد من يصبون الوقود عليها..
هذا كله نعرفه ويعرفه الجميع دون استثناء ونعرف أن مقاومة هذه الفتنة تمثلت بوجوه عديدة والجيش العربي السوري حامي الوطن ودرعه الحصين صان الوطن وأسقط المؤامرة ، الجيش الذي قدم قوافل الشهداء من أجل عزة سورية والعرب.. كشفت تضحياته كم نحن مقصرون في حراكنا الثقافي والاجتماعي والاقتصادي لم نرتق إلى مستوى الحدث أبداً ولم يكن أداؤنا بالمستوى الذي يجعلنا نقول بكل طمأنينة إننا رديف حقيقي لهذا الجيش وبطولاته.
لنعترف أن علينا أن نبحث عن آليات جديدة فاعلة وقادرة على تفجير طاقاتنا الكامنة لتكون جنباً إلى جنب مع الجيش العربي السوري.
فهل يكفي أن نعقد ندوة هنا ولقاء هناك هذا كله مطلوب وضروري وربما تأخر حدوثه والآن وقد صارت المؤامرة بكل إشكالها وألوانها واضحة وجلية بل ومعلنة على رؤوس الأشهاد.. أماحان أمام ذلك كله أن نقول: (كلكم راع وكل راع مسؤول عن رعيته ..)
نقول ونفعل فالوطن ليس مغانم نحصيها ولامكاسب نجنيها وليس لنا أن نحصد قبل أن نزرع، لنزرع ولوبأبسط الإيمان لنشارك الذين يزرعون أجسادهم وأرواحهم ، لنشاركهم العمل والفداء فسورية اليوم أحوج ماتكون إلينا ومن ليس مع الوطن اليوم لن يكون الوطن له غداً ولابعد غد...
حراكنا قاصر خجول متردد على الرغم من كل الذي رأيناه ومع التحية لمن عمل ويعمل في حراك يستنهض الطاقات لمواجهة أدوات المؤامرة المتجددة لكننا مدعوون اليوم للانغماس بالعمل، بالإنجاز كل في مكانه ، في موقعه نصرنا سوري، وحلولنا سورية ، وبطولاتنا سورية، وغداً سوري، ولاتزدهي الأوطان بحماة ندب..
أبداً والوطن الذي تلين عريكة قاطنيه سيبقى ضعيفاً معذباً منكوداً وسورية ليست كذلك أبداً أبداً جيشاً وشعباً وقيادةً...
السوريون جيشاً وشعباً وقيادة وحدهم يحمون حقوقهم ويعرفون كيف يصونوها لامؤسسات ولجان باعت نفسها للشيطان بل دربته على ابتكار وسائل تزييف واختراع أدوات وقوانين للنيل من الشعوب الحرة...
d.hasan09@gmail.com