تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


هدم الاستراتيجيات لا تغييرها

البقعة الساخنة
الأثنين11-11-2019
علي نصر الله

في رُبع الساعة الأخير من الحرب العدوانية على سورية تعتقد قوى العدوان أنها ما زالت قادرة على تغيير استراتيجياتها من خلال التكتيك والمُناورة،

أو من خلال إعادة تدوير النفايات الإرهابية، بينما الوقائع التي يَفرضها الجيش العربي السوري وحلفاؤه تؤكد أنه لا سبيل لذلك، وأنّ قوى العدوان مُرغمة، ومُجتمعة، ستَجد نفسها أمام أحد خيارين: فإما أن تَهدم بيدها استراتيجياتها وتَنكفئ، وإما أن تُراقب الطرف الآخر وهو يُجهز عليها.‏

لا نُحلق في فضاءات اللاواقع، كما يفعل أردوغان وترامب ونتنياهو، وإنما نُعيد تشكيل الخرائط والوعي، ونَرسم باقتدار المُعادلات الجديدة التي ستَحكم العالم ربما لحقبة طويلة، دليلُنا في ذلك بسيط غير مُعقد بمقدور كل متابع أن يَتلمسه ويَقبض عليه بمجرد أن يُجري مُراجعة هادئة لما قالته سورية منذ البداية، وبالمُقابل لما تَوهمته قوى العدوان!.‏

مُفردات البيان السياسي والعسكري السوري بقيت ثابتة على امتداد سنوات العدوان: دحرُ الإرهاب واجتثاثه، تحريرُ الجغرافيا السورية حتى آخر شبر من رجس التكفيريين والمُعتدين الآخرين دولاً وكيانات راكمت الكثير من أدلة انخراطها بدعم وتمويل واحتضان فصائل الإرهاب وخلاياه وتنظيماته.‏

المُفردات الوطنية السورية المُترجمة فعلاً بطولياً على الأرض، حفاظاً على السيادة والوحدة والاستقلال، قد بقيت ثابتة راسخة، وقد أنتجت الناجز العظيم سواء بإغلاق بؤر الإرهاب وتفكيكها، أم بإقفال ملفات الاستهداف الأخرى. ذلك على التوازي مع عدم تقديم أيّ تنازلات على مَسارح المواجهة الشرسة الجارية، الميدانية منها والسياسية.‏

بالمُقابل، ما حال الطرف الآخر؟ كم مرّة تَغيّر خطابه، مُفرداته وأجنداته، تَكتيكاته واستراتيجياته؟ كم مرّة تَغيّرت التحالفات داخل منظومة العدوان وتحالفه؟ كم مرّة وصل به الأمر للتفكك من بعد الخلافات والسجالات والتهديدات المُتبادلة - واشنطن أنقرة أنموذجاً - وكم مرّة مارس الاجترار بما صار مُقززاً لا يمكن اجتراره؟ وهل فعل ما فعل إلا مُرغماً مُجبراً؟.‏

في ربع الساعة الأخير وقُبيل اكتمال الهزيمة، يَتوهم تحالف العدوان الذي تقوده واشنطن أنه ما زال مُتاحاً التحرك باتجاه تحقيق ما جرى التخطيط له رغم ضيق مسرح المواجهة - إدلب ومنطقة الجزيرة السورية - ورغم الهوامش التي قَضمتها اتفاقات وتفاهمات أستانا وسوتشي، ولذلك فإنّ ما شهدته اجتماعات جنيف بالتزامن مع ما يَجري على الأرض في إدلب والجزيرة ما هو إلا حركة العاجز المُفلس قبل إعلان عجزه وإفلاسه.‏

استراتيجيات الاستهداف الأميركية الصهيونية مُتعددة الأذرع الوهابية والإخوانية، يَعرف أصحابها كيف تَهدّمت ولماذا، وربما لأن الشُّركاء في وضعها وترتيبها باتوا يُدركون أنها صارت غير صالحة للتعديل أو التغيير يَستميتون لفعل يُغيّر بالنتائج، يُخفف منها، أو يُعطل مَفاعيلها التي ستتجاوز حدود المنطقة والإقليم.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 علي نصر الله
علي نصر الله

القراءات: 11987
القراءات: 1461
القراءات: 1174
القراءات: 1332
القراءات: 1292
القراءات: 1094
القراءات: 1349
القراءات: 1205
القراءات: 1334
القراءات: 1411
القراءات: 1416
القراءات: 1480
القراءات: 1756
القراءات: 1135
القراءات: 1205
القراءات: 1150
القراءات: 1512
القراءات: 1327
القراءات: 1302
القراءات: 1380
القراءات: 1330
القراءات: 1349
القراءات: 1329
القراءات: 1628
القراءات: 1335
القراءات: 1213

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية