تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


منتظر طال انتظاره

معاً على الطريق
الخميس 17-9-2009م
عبد النبي حجازي

أخذ الغضب يتجذّر مؤلماً عميقاً في قلب منتظر الزيدي والضربات تتوالى على بلده مؤلمة قاصمة للظهر يهيلها دبليوبوش والمحافظون الجدد بكل مالديهم من وحشية تحت سمع العملاء الذين جاؤوا على ظهور الدبابات وبصرهم . لم يكن أمام المنتظر إلا أن يجري مقابلات مع الأرامل واليتامى ومن أكثر ماآلمه فضيحة التعذيب في (أبوغريب) ولعله منذئذ بدأ يفكر بالحذاء كما قالت واشنطن بوست .

لاحقوه , ضيقوا عليه الخناق , اعتقلوه , سجنوه , عذبوه , اختطفوه , ورأى رفاق دربه يتساقطون غيلة أمام عينيه , وللتذكير فقد بلغ مجموع شهداء الصحافة (238) صحفياً ومساعداً إعلامياً منهم (22) أجانب . وبحسب الإحصاءات فإن:‏

- (184) قتلوا على أيدي مسلحين مجهولين.‏

- (32) قتلوا أثناء وجودهم في أماكن حدثت فيها انفجارات .‏

- (20) بنيران القوات الأمريكية .‏

- (2) اثنين بيد القوات العراقية‏

ومن ذا الذي ينسى الإعلامية النشطة الشاعرة أطوار بهجت بنت الثلاثين ربيعاً التي كانت على وشك أن تزفّ إلى عريسها فزفّت شهيدة إلى الجنة .‏

كان المنتظر سجيناً وبعد أن أطلق سراحه عاد الى ممارسة واجبه الإعلامي مراسلاً لقناة (البغدادية) ليقوم بتغطية المؤتمر الصحفي لدبليوبوش ونوري المالكي الذي عقد في الرابع عشر من كانون الأول (ديسمبر) 2008 في تلك اللحظة اشتعلت حرارة الإهانة في نفسه ؛ الإهانة التي اشتعلت في قلوب ملايين العرب والمسلمين الصامتين المغلوبين على أمرهم الغارقين في ظلام دامس فكسر القلم وحطم آلة التصوير ولم يجد من وسيلة إلا فردتي الحذاء فاندفع بكل مالديه من مشاعر وطنية وإنسانية وأهالهما الواحدة تلو الأخرى على الرئيس الأمريكي دبليوبوش . لقد خبّأ المنتظر تلك اللحظة في قرارة نفسه وعندما حان موعدها نفّذها غير آبه أن يفعلوا به مايشاؤون ؛ ولئن فوجئ بوش بالحذاء يتطاير نحو رأسه فإن المالكي ملأ قلبه الذعر من شبح مصير أسود يتخيّل أنه واقع فيه يوماً .‏

جاء في صحيفة سعودية محلية أن رجلاً عرض شراء الحذاء بمليون دولار , أما الصحف الأمريكية فقد كان الحدث مثار اهتمامها ومما جاء في نيويورك تايمز أن الحذاء كان رمزاً للسخط على حرب لم تحظ بشعبية , وأنها كانت فرصة نادرة لتحقيق الوحدة في العالم العربي رغم مايعج به من خلافات وأشارت إلى أن الحذاء طغى على حديث الشارع ومحطات التلفزة ومواقع الدردشة في الإنترنت وقالت واشنطن بوست إن الحذاء الطائر يصنع بطلاً .‏

وسجن المنتظر , وقبل أن يطلق سراحه يوم الثلاثاء الماضي أُغدقت عليه وعود كثيرة بالهدايا من بيت واسع للسكن وعمل بمستوى رفيع حتى إن أحدهم عرض عليه ابنته زوجة, وأطلق سراحه فاستقبل بحفاوة وحميمية . فواحرّ قلباه .. ياأمة خلقت للتصفيق والهتاف حتى التصفيق تكلّ به الأيدي والهتاف يتحشرج في الصدور والألسن , ولم يبق سوى الحذاء تعبيراً عن السخط ، فهل يكفي السخط وحده anhijazi@gmail.com‏

">؟‏

anhijazi@gmail.com‏

تعليقات الزوار

أيمن الدالاتي - الوطن العربي |  dalatione@hotmail.com | 17/09/2009 00:18

صفقنا طويلا للنظام العربي الرسمي, فليس كثيرا علينا لو صفقنا آنيا لمنتصر الزيدي.

كنجو |  abkanjo.@gmail.com | 17/09/2009 09:39

وما يعطر كلامكم ويزيدنا بهجة وفخرا ان بكون البطل قد اختار سورية كاول بلد يرتاح راسه على وسائده ويستقر في قلوبنا

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 عبد النبي حجازي
عبد النبي حجازي

القراءات: 2147
القراءات: 1086
القراءات: 1095
القراءات: 1083
القراءات: 1285
القراءات: 1111
القراءات: 1046
القراءات: 1332
القراءات: 1299
القراءات: 1151
القراءات: 1681
القراءات: 1208
القراءات: 1770
القراءات: 1250
القراءات: 1205
القراءات: 1306
القراءات: 1245
القراءات: 1328
القراءات: 1311
القراءات: 1322
القراءات: 1538
القراءات: 1695
القراءات: 1484
القراءات: 1402
القراءات: 1833

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية