تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


تركيا ... الدور الإقليمي ...

الافتتاحية
الخميس 17-9-2009م
بقلم رئيس التحرير أسعد عبود

الاختيار السوري لتركيا كوسيط في المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل، هو خيار سلام ... ومنذ أعلن السيد الرئيس بشار الأسد في أحد خطاباته أن دولة وحيدة في العالم تقبلها سورية كوسيط في مفاوضات سلام، أشارت أغلبية السياسيين والمتابعين والإعلاميين إلى تركيا، أنها الدولة المقصودة والتي لم يفصح عنها الرئيس الأسد في حينه.

هذا الاستنتاج شبه الجماعي يؤكد الى حد كبير صلاحية تركيا للعب هذا الدور.‏‏

هي دولة إسلامية أوروبية تحتل خط الوصل بين الشرق والغرب، كما بين آسيا وأوروبا، ولها علاقات قديمة مع إسرائيل وتاريخية مع سورية، إضافة إلى الجوار الجغرافي..‏‏

تركيا معنية بأمن واستقرار المنطقة، وهو أمنها واستقرارها ... والسلام حاجتها كما هو حاجة كل دول المنطقة ... والعلاقات السورية التركية أظهرت في حينه ائتلافاً غير مسبوق في نجاحه -الدليل ما وصلت إليه العلاقات اليوم, خصوصاً بعد توقيع اتفاق التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى وإلغاء تأشيرة الدخول بين البلدين - هذا النجاح ناجم عن حاجتهما ورغبتهما في السلام والأمن والاستقرار والبناء والتنمية والتعاون المشترك ... كما أن علاقات تركيا بإسرائيل تخوّلها فعلاً لاحتضان عملية تواصل وتفاوض غير مباشر مع سورية .‏‏

أكثر ما يؤكد صلاحية تركيا لهذا الدور، هو نجاحها فيه ... فقد وصلت المحادثات غير المباشرة إلى مستوى مرضٍ من مشاريع تفاهمات كان يمكن أن تفضي إلى محادثات مباشرة لو أن إسرائيل أظهرت أنها شريك حقيقي للسلام.‏‏

يمكن أن نلاحظ أهلية الدور التركي لاستقطاب مفاوضات عديدة تناقش قضايا مختلفة في المنطقة. إذ إضافة إلى أخبار عن اجتماعات أمنية ورباعية هذه الأيام، فقد رجح السيد خافيير سولانا أن تكون حاضنة محادثات إيران المزمعة مع الدول الست أيضا في تركيا.‏‏

الرفض الإسرائيلي الحالي للوساطة التركية يأتي منسجماً تماماً مع مواقف كثيرة متكررة ومتشابهة بمضمونها وحجمها ولها معنى واحد هو: الانسحاب من مشروع السلام ... ولا جديد في القول إنها – أي إسرائيل- غير جاهزة للسلام، بفارق شكلي بين حكومة وأخرى، واحدة تدّعي وتخوض غمار المفاوضات ثم تنسحب برفضها للاستحقاقات المطلوبة ... وأخرى تعلن بوقاحة رفضها لهذه الاستحقاقات.‏‏

يدخل هنا عامل دراماتيكي دفع إسرائيل للمجاهرة بأنها لا تقبل بالوساطة التركية ... هو موقف السيد رجب طيب أردوغان رئيس وزراء تركيا من العدوان على غزة، ورفضه لادعاءات بيريز في دافوس بتاريخ 29/1/2009.‏‏

نحن نتمسك بالدور والوساطة التركية، أولاً لأننا نثق بها ولأننا جادون في مفاوضات السلام ... وثانياً وانطلاقاً من هذه الثقة والجديّة مقتنعون تماماً بصلاحية الجمهورية التركية للعب هذا الدور.‏‏

بكل الأحوال ... عندما تتهيأ إسرائيل للسلام –إن حصل- ستنتهي تلقائياً ادعاءاتها الفارغة.‏‏

وحتى يأتي ذاك اليوم، وما بعده، يمضي البلدان الساعيان للسلام والتنمية والعمل المشترك معاً في طريق العلاقات الأفضل لمصلحة البلدين والشعبين.‏‏

a-abboud@scs-net.org

تعليقات الزوار

أيمن الدالاتي - الوطن العربي |  dalatione@hotmail.com | 17/09/2009 04:17

لماذا تتطور العلاقة سورية العربية مع الجارة تركيا وتتعثر علاقة سورية العربية مع جاراتها الشقيقات..لأن تركيا سيدة نفسها, وبقية الإخوة لايملكون قرار أنفسهم, فهو مرتهن عند أمريكا وأحيانا عند إسرائيل مع كل أسف شديد.

جلال |  hasanpavlova@gmail.com | 17/09/2009 10:38

لم تكن دولة العدو يوما تؤمن بمشروع السلام لتنسحب منه إن الظروف التي تمر بها المنطقة هي في غاية التعقيد وستبقى هكذا إلى تحقيق السلام العادل و الشامل ولكن لن يبقى الوضع هكذا إلى ما لا نهاية. ما يجب علينا أن نقوم به الآن هو التمسك بالحقوق واستجماع القوة وامتلاك القرار السياسي وكذلك تمتين الوحدة الوطنية ,هذه الأسس هي أساس أي نجاح من شأنه أن يعطينا المبادرة في أي عملية إن كان الصعيد الداخلي أو الدولي . ما نلحظه من هجوم مركز و منظم على سوريا هواستهداف لوحدتنا وسيادتنا و استقلالنا بمفهومه الواسع وليعلم الجميع أن سوريا كانت وما زالت وستبقى هي شرف هذه الأمة وحاضنة الفكر القومي العربي .

المهندس / محمد المفتاح - الرقة ومقيم في الرياض |  almoftah_2005@hotmail.com | 17/09/2009 11:11

الأستاذ / أسعد عبود ، تحية وبعد : الأدوار الإقليمية ، وبهذا أقول : 1 - سورية بدورها الإقليمي الذي أسست له على مدى عقود أربعة ، وتركيا باستقرارها السياسي في عهد حزب العدالة والتنمية وحجزها لدورها الإقليمي بامتياز ، صارتا تكملان بعضهما البعض على مستوى المنطقة ؛ 2 - النوايا الطيبة تؤسس لعلاقة استراتيجية ، وكنا نتمنى أن تكون النوايا طيبة لدى الأشقاء العراقيين لنؤسس لتنسيق استراتيجي معهم يكمّل التنسيق الاستراتيجي مع تركيا وإيران ؛ 3 - وما دمنا نتحدث عن الأدوار الإقليمية ، فالمحزن أن الشقيقة مصر - التي يفترض أن تتقدم بدورها الإقليمي - قد تراجعت عن هذا الدور بل وتخلت عنه بملء إرادتها وصارت مشغولة بالخوف من حماس وحزب الله !!

نبيل طويشة |  twaisha@yahoo.com | 17/09/2009 16:07

انة الصدق يا سيدي والتوجةا نحو دول المنطقة من اجل حل المشاكل بينهم ونتمنى من بقية الدول المجاورةان تحذو حذوا تركيا وسوريا فكفانا ان نكون وقودا لصراعات الاخرين. .

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 أسعد عبود
أسعد عبود

القراءات: 788
القراءات: 817
القراءات: 807
القراءات: 900
القراءات: 747
القراءات: 867
القراءات: 812
القراءات: 857
القراءات: 788
القراءات: 833
القراءات: 736
القراءات: 826
القراءات: 825
القراءات: 788
القراءات: 828
القراءات: 960
القراءات: 696
القراءات: 1005
القراءات: 1164
القراءات: 899
القراءات: 857
القراءات: 1183
القراءات: 1070
القراءات: 852
القراءات: 1011

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية