تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


مجرّة بلا حدود

من داخل الهامش
الإثنين 1-4-2013
ديب علي حسن

غريب أمرنا في هذا الوطن العربي الذي أصبح متلقياً لكل مايصدر من العالم، في العلم والمعرفة والإنجازات التقنية، والتحولات السياسية، أصبحنا ملعباً لكل شيء، أقول نتلقى الإنجازات ولانتمثلها، وشتان بين أن نكون متلقين، منفعلين لافاعلين

وبين أن نأخذ الانجازات الحضارية بألوانها كافة ونحولها لخدمتنا، أو نحسن استخدامها.. قائمة الأمثلة تبدأ ولاتنتهي أبداً، ومايجري اليوم على أرض الوطن العربي ليس إلا انعكاساً لهذا التمثل الخاطىء لمنجزات الآخر وأخذها بوجوهها السلبية، أخذنا الحاسوب وأدخلناه حياتنا ومنازلنا ودوائرنا الحكومية فماالذي جرى وكيف تم استخدامه.. في المنزل قسم كبير من أبنائنا حوله إلى صندوق ألعاب وعرض لما هو مسموح وممنوع، صار وبالاً علينا، في دوائرنا تجد من يجلس خلفه لتسيير أمور الناس، فإذا به يفتح أوراق اللعب والتسلية...وو.. وحين كانت الصحون اللاقطة وغزو الفضاء، امتلأت أسطحة المنازل بالمسطحات المعدنية وبدأت معاناة الأهالي مع الوافد الجديد.. ضخ إعلامي وعبء من كل حدب وصوب، هنا برنامج لايوجه إلا إلى أوطاننا، وحلقات نقاش غايتها إثارة الفتن وإشعال نار لاتنطفىء أبداً... في منازلنا حوّلنا هذا الفضاء إلى متنافرين، إلى كائنات مريضة كل مشغول بهم ليس أصيلاً، لايعنيه.. واليوم على الأرض نرى نتائج هذا الانفتاح غير المدروس، ونتائج الإنجازات العلمية التي يجب أن تكون لخدمتنا لالتخريبنا.. وتدميرنا..ولنسأل أنفسنا ولاسيما الذين زاروا بلداناً غير سورية.. هل رأوا مثل هذا الضخ الإعلامي.. هل وجدوا سماء مفتوحة لايحدها شيء في ألمانيا، فرنسا، وحتى الدول المجاورة..؟!‏

والآن لنعد إلى الوافد الجديد (النت) وتجلياته في التطبيقات التي صارت هوية لأصحابها (تويتر، فيسبوك..) صحيح أن هذا الفضاء الواسع قد أتاح التواصل والتفاعل ولكنه بالوقت نفسه جعلنا أكثر انغلاقاً وعزلة، لم نعد نشعر إلا أننا مشدودون وراء حاسوب، نجامل هذا ونكذب على ذاك و«نلطش» إبداعاً من ذاك أو تلك وننسبه لأنفسنا.‏

واليوم إذ نفتح ملف الفضاء المعلوماتي والإبداع، أو لنقل الانترنت والإبداع فإننا أمام بحر متلاطم من التفاعل الخلاق حيناً والمدمر أحياناً، بحر أو محيط لجب لاتنظمه قوانين إبداعية حقيقية فأنت أمام جدران مملوءة بخواطر ونثرات ومقالات وأحياناً بلوحات تشكيلية، لاتدري لمن هي أحقاً صاحب الصفحة هو مبدعها أم (اللاطش)..أحياناً نجد ماهو رائع ومتميز ولكننا نفاجأ أن ثمة من يدعي أن صديقه «لطش» ماأنجزه..‏

على كل حال التواصل أهم جاء به هذا الفضاء الذي لايمكن لأحد أن يتابعه بكل جزئياته وتفاصيله..لهذا الفضاء فضائله التي لم نحسن الاستفادة منها، ومهما يكن فنحن من يحدد ثيمة ما أمامنا، لنحسن الاستفادة من ثورة علمية دخلت كل بيت ومدرسة وجامعة، وكل مؤسسة، ولنحذر فضاءها وثقوبها السوداء التي تبتلع مجرات ومجرات...‏

d.hasan09@gmail.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 ديب علي حسن
ديب علي حسن

القراءات: 682
القراءات: 684
القراءات: 711
القراءات: 607
القراءات: 621
القراءات: 697
القراءات: 759
القراءات: 715
القراءات: 583
القراءات: 787
القراءات: 677
القراءات: 665
القراءات: 646
القراءات: 670
القراءات: 655
القراءات: 605
القراءات: 738
القراءات: 627
القراءات: 698
القراءات: 672
القراءات: 733
القراءات: 708
القراءات: 725
القراءات: 648
القراءات: 698

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية