تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


إسبانيا... وسلام الشرق الأوسط

الافتتاحية
الخميس 10-9-2009م
بقلم رئيس التحرير أســـــعد عبـــود

عندما اختيرت مدريد مكاناً لعقد أول مؤتمر للسلام بين العرب وإسرائيل «سلام الشرق الأوسط» بموافقة جميع الأطراف المعنية،

طرح هذا الخيار – بشكل منطقي- إسبانيا للعب دور أهم وأكبر في مسألة السلام.. لكن طرفي العملية لم يعطيا لهذه الدولة الدور الذي كان يمكن أن تتصدى له..‏

إسرائيل لن تقبل أي مشروع للسلام الحقيقي إلا مرغمة وهي بالأصل لا ترغب بأيّ دور لأوروبا وضمناً اسبانيا.‏

والعرب يعبرون غالباً الأطلسي باتجاه واشنطن.. على أمل استثمار المقدرة الأميركية لإرغام إسرائيل على الاتجاه للسلام.‏

وبالتالي بقيت إسبانيا لاعباً على خط الوسط في ميدان السلام.. رغم أنها حيادية وتتمتع شخصياتها السياسية والدبلوماسية بعلاقات دولية مهمة وبينهم «ميغيل إنخيل موراتينوس» وزير الخارجية الإسبانية والذي قام لفترة طويلة نسبياً، بمهمة المبعوث الأوروبي لعملية السلام في الشرق الأوسط.‏

لم يكن النشاط العسكري واستخدام القوات المسلحة من صفات العمل السياسي في التاريخ الإسباني المعاصر باستثناء الدخول مع قوات التحالف في غزو العراق في فترة قيادة السيد «أزنار» الذي أظهر حماسته لهذا الغزو، لم يكن فيها يمثل الشارع ولا تاريخ الدبلوماسية الإسبانية.. ولذلك أقدم السيد «ثاباتيرو» رئيس الوزراء الحالي بسرعة بعد انتخابه على سحب قواته من العراق.. وقد شكل ذلك ضربة حقيقية دبلوماسية وعسكرية لسياسة التحالف، ما جعل هذا الموقف هدفاً أميركياً بريطانياً تجاوز العمل باتجاهه الانتقادات الكلامية. ورغم أن إسبانيا من دول «الناتو» فإن سلوكها قريب جداً من عدم الانحياز ولاسيما بعد سقوط حلف وارسو.‏

في زيارته الأخيرة لدمشق والتي تسبق زيارة منتظرة للسيد ثاباتيرو سمع السيد موراتينوس من السيد الرئيس بشار الأسد ثبات الموقف السوري، المتمسك بالسلام العادل والشامل، المبني على أساس المرجعيات والقرارات الدولية.. وتنويهاً بالموقف الإسباني..‏

وأكد الوزير الإسباني من ناحيته الدور المفتاحي لسورية في إيجاد حلول إيجابية لمشكلات المنطقة، وشكر سعيها الجاد لتحقيق السلام.‏

مبدئياً نحن لدينا كل المسوغات للثقة بدور يمكن أن تلعبه إسبانيا.. ومؤتمر مدريد الذي احتضنته بكفاءة عالية جداً هو أحد المرجعيات التي نصرّ عليها في عملية السلام.‏

لكن..‏

المسألة برمتها مرتبطة بجدية البحث عن السلام.. وبوجود شريك لنا في هذا الاتجاه..‏

من مدريد إلى اليوم، وأمام التعنت والرفض الإسرائيلي لم يكن للكرة أن تستقر إلا في الملعب الأميركي لأن إسرائيل لن تقبل السلام إلا مرغمة، فهل مازالت أميركا متمسكة بدورها الراعي لعملية السلام..‏

بين مدريد وانابوليس.. مسيرة 16 عاماً تقريباً، كان التراجع مذهلاً إلى درجة تقنع بأن الولايات المتحدة تخلّت عن دورها....‏

لكن.. لدينا مبررات كافية لتفاؤل حذر بدور أميركي جدّي قادم..نعوّل من أجله على دور أوروبي، ولا سيما أن إسبانيا ستترأس الاتحاد الأوروبي في المرحلة القادمة، لدفع الموقف الأميركي باتجاه التفعيل والجدية.‏

a-abboud@scs-net.org

تعليقات الزوار

أيمن الدالاتي - الوطن العربي |  dalatione@hotmail.com | 10/09/2009 01:10

إسبانيا احتضنت مؤتمر مدريد, فناسب العرب فيه إسرائيل وكشفوا عن وجههم أمامها ولم تحصد أيديهم منها شيئا. وإسبانيا استمعت لواقعية الرئيس الأسد مرة تلو مرة, وأعلنت إسبانيا مع رفيقاتها الأوروبيا ت إعجابهن بموضوعية سورية العربية, فماذا حصل؟, طبعا لاشيء. ومع ذلك ليت ماسبق يأتينا ببصيص أمل, لكني أقول للكاتب أن من يقتنع بأن إسرائيل لاتريد السلام, ولاجدوى من دعوتها للسلام, وأنها لاتتجاوب إلا مع القوة, فعليه من باب اولى أن يتوقف عن التغني بالسلام وجعله إستراتيجيته الوحيدة, وأن يستعد للمواجهة بالقوة.

وفيق عدس بحامض ، الضيعة |  سعاة البريد | 10/09/2009 13:23

باختصار شديد يا عم اسعد.. هو انه لا احد يستطيع اغضاب او تجاهل سوريا ، بعد التجربة الغبية و المريرة التي مروا بها في الماضي القريب . فهم يفعلون الخطأ مع جس النبض.. وعلا وعسى ، ثم يعتذرون او يبرؤن انفسهم عبر طرف ثالث ، او... يرسلون سعاة البريد . انها طريقة اميريكية جديدة قديمة . لان كلمة السر في الكواليس هي: لانستطيع فعل شئ على (صعيد ازمات المنطقة) دون سوريا . اخيرا وكعادتي.. احب اطالة تعليقاتي كما هو معروف ، الا انني مشغول جدا وسعيد جدا هذه الايام وذلك بسبب قرب موعد زواجي في العيد ، كل عام وانتم بخير .

عادل  |    | 10/09/2009 13:57

اوروبا واميريكا لا يهمها السلام العربي الاسرائيلي الذي ترفضه اسرائيل جملة وتفصيلا , ما هو على رأس القائمة الان ؟هو العراق ولبنان , والسيد موراتينوس جاء الى سوريا من اجل هذان الامران المران , اما الحديث الاوربي والاميريكي وحتى في المؤتمرات الصحفية العلنية عن السلام , فهو من اجل ذر الرماد في العيون , وتغطية لما هو اهم ..

المهندس / محمد المفتاح - الرقة ومقيم في الرياض |  almoftah_2005@hotmail.com | 10/09/2009 14:38

الأستاذ / أسعد عبود ، تحية وبعد : مؤتمر مدريد ، مؤتمر أنابوليس ، مؤتمر موسكو الموعود ، أمريكا ، الإتحاد الأوروبي ، العالم كلّه ، ولا شريك يرغب بالسلام ، فما الحلّ ؟ وبهذا أقول : 1 - إسرائيل كيان قام على الحرب ، وقادتها مجرمو حرب بامتياز ، ولن تجنح للسلم ما لم يجعل العرب من المقاومة خياراً استراتيجياً ويستعدوا للحرب ! 2 - الجهود الأسبانية مشكورة ، ومطلوب من العرب أن يطرقوا جميع الأبواب ويفتحوا جميع الأبواب حتى يشكلّوا ضغطاً على هذا الكيان الغاصب لعلّه - أقول لعلّه - يمتطي معنا مركب السلام ؛ 3 - ويبقى الدور الرئيس لأمريكا ؛ فهيّ وليّ أمر هذا الكيان ، فلتتوحد جهود العرب باتجاه أمريكا ، فلديهم أوراق ضغط كثيرة إن أخلصوا النية لقضيتهم !

نبيل طويشة |  twaisha@yahoo.com | 10/09/2009 15:56

لا اعتقد ان اسبانيا او حتى اوروبا ستقدم شيئا لعملية السلام فحتى الان لم تقوم اوروبا بما يلزم اسرائيل بالسلام وبالتالي لا يجب ان نعقد الامال عليها.

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 أسعد عبود
أسعد عبود

القراءات: 766
القراءات: 791
القراءات: 772
القراءات: 862
القراءات: 719
القراءات: 839
القراءات: 784
القراءات: 834
القراءات: 763
القراءات: 805
القراءات: 705
القراءات: 801
القراءات: 794
القراءات: 759
القراءات: 805
القراءات: 939
القراءات: 672
القراءات: 976
القراءات: 1133
القراءات: 875
القراءات: 835
القراءات: 1154
القراءات: 1045
القراءات: 826
القراءات: 983

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية