فتتكرر بيانات القلق، تصادر اسرائيل ممتلكات فلسطينية وتقضم مزيداً من أراضي الضفة، فتصدر بيانات خجولة أخرى!!.
يستمر العمل في بناء مقاطع جديدة بجدار الفصل العنصري، ويتواصل حصار غزة وقصفه واقتحام مخيمات فيه حيث تمارس أعمال القتل والاغتيال والتصفية دعماً لسياسة التجويع، فتصدر في أحسن الحالات بيانات تطالب الجانب الفلسطيني بضبط النفس!!.
تضيف اسرائيل كل يوم إلى نحو أحد عشر ألف معتقل فلسطيني في سجونها معتقلين فلسطينيين جدداً، فلا يسمع في هذا العالم صوت يطلب الحرية لهم بينما تعلو أصوات أخرى وتتحرك دول وحكومات للإفراج عن الجندي الاسرائيلي شاليط!!.
يجري هذا وذاك، وهناك تفاصيل أخرى لا تصل إلى الإعلام، ويستمر الحديث عن إمكانية فتح نافذة لفرصة مزعومة للسلام مشروطة بقيام العرب بخطوات تطبيعية مع اسرائيل مقابل إعلانها عن تجميد مؤقت للاستيطان!!.
وأكثر... فإن واشنطن لا تكتفي بتفهم وتبني هذه الفكرة بل تضغط باتجاه التطبيع فيما تتجاهل تلاعب قادة كيان الارهاب بالمفردات المبهمة أصلاً التي بدأت بوقف الاستيطان .. ومرت بتجميده لتنتهي إلى تقليصه!!.
عندما تقابل سياسات الاحتلال والإرهاب ورفض السلام بهذا التفهم، وعندما لا تتأثر علاقات اسرائيل مع أوروبا، وعندما تستمر المساعدات الأميركية العسكرية والمالية بالتدفق عليها، وعندما تؤكد واشنطن بمناسبة وبغير مناسبة على التحالف الاستراتيجي مع اسرائيل والالتزام المطلق بأمنها وبتفوقها على العرب أجمعين... ترى ما الذي يجبر اسرائيل على التقدم باتجاه السلام، وما الذي يدفعها لقبوله؟!.
إن بيانات القلق والخجل الدولية تدفع اسرائيل إلى مزيد من الرفض والتعنت ، وإن أي ايحاء عربي يفهم منه قبول ما يطرح اليوم يعد تراجعاً خطيراً من شأنه أن يضر بالقضية الفلسطينية والحقوق العربية المشروعة.... وإن هذا وذاك لا يصنع سلاماً، فاسرائيل لن تقبله ولن تتجه نحوه إلا مرغمة ، فهل تنشط ادارة أوباما ذاكرتها وتستعيد موقف بوش الأب الذي حمل اسحاق شامير إلى مؤتمر مدريد؟!.
ali.na-66@yahoo.com