تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


خَطٌ على الورق... البحر أزرق ؟!

ثقافة
الثلاثاء 26-3-2013
أسعد عبود

يحكى أن أبا العلاء المعري أصيب بالحصبة في طفولته، وقد دأب ذووه على إلباسه ثوباً بلون برتقالي، وعندما ذهبت الحصبة ببصره،

عاش عمره ضريراً لا يرى من الألوان سوى اللون البرتقالي. إنما رأى الدنيا كما لم ترها العين المبصرة خلال الأحقاب و السنين، رآها بالبصيرة.‏

لا أتشبه بالمعري أبداً، فمن أين لي ؟! لكن تجربته الأليمة مع البرتقالي أخافتني، فحيث تصطبغ أيامنا بالدم المهدور، خشيت أن لا أعود أرى من الألوان إلا الأحمر.‏

نحو شهرين و أنا أجاور البحر ولم أجرأ على الاقتراب منه، خفت تلونه بلون الدم...تصوروا الجلوس على شاطئ بحر من الدماء...؟! نعيش في بحر من الدماء... هذا صحيح... مفروض علينا، تعاون العالم لفرضه علينا. لكن أن تقصد البحر، فهذا يعني أنك جئت تنشد الأزرق الفسيح الكبير ليأخذك في رحلة صباحية على زبد الموج، علّها تنسيك اصطباغ الدنيا بالأحمر فتصور أن تجد البحر مليئاً بالأحمر ؟!‏

من شاطئ جبلة رفيقة صخور البحر – لاشاطئ رملي في جبلة، علّها هي ترفض – أخبركم... عاجل.... وشاهد عيان شاف... وليس ما «شافش حاجة»... أخبركم أن البحر أزرق بجد، وهي مفاجأتي هذا الصباح إذ تجرأت وقصدت الشاطئ الصخري.‏

صخور هذا الشاطئ تكتب رسالة لمن يريد ومن لايريد أن يقرأ:‏

من هنا مرت جحافل الجيوش و رموز الموت والقتل وأيضاً مرّ أنبياء الحضارة، وكثيراً ما كانت مواسم للدم، لكن رحل الجميع وخلدت هذه الصخور عاشقة صخب الأمواج و استمر البحر أزرق. و لا أراه سينتصر لون الدم.... لعله الأمل... أو أنني أصنع الأمل.. ما أنا واثق منه تماماً أن البحر أزرق، شاءت أم أبت جحافل القتلة والمجرمين.‏

ليست هذه رسالة لأي كان ترجو منهم أن: اتركوا البحر أزرق.. بل تخبرهم أنه رغم كل ما فعلتم وتفعلون ما زال البحر أزرق.‏

as.abboud@gmail.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 أسعد عبود
أسعد عبود

القراءات: 596
القراءات: 905
القراءات: 889
القراءات: 860
القراءات: 909
القراءات: 949
القراءات: 954
القراءات: 937
القراءات: 1026
القراءات: 1037
القراءات: 980
القراءات: 1022
القراءات: 990
القراءات: 1029
القراءات: 1290
القراءات: 1166
القراءات: 1081
القراءات: 1095
القراءات: 1160
القراءات: 1150
القراءات: 1162
القراءات: 1185
القراءات: 1179
القراءات: 1230
القراءات: 1229

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية