تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


تمويل المستوردات..هل يكفي؟

أسواق
الثلاثاء 26-3-2013
قاسم البريدي

الاجراءات الحكومية للحفاظ على استقرار سعر صرف الليرة السورية مقابل العملات الأجنبية تستحق الشكر نظرا لأهميتها في استقرار أسعار السلع اليومية الأساسية في الأسواق المحلية ..

فهي تسعى لمنع التلاعب والرفع غير المبرر لأسعار هذه السلع من قبل بعض المستوردين والتجار والباعة حفاظا على القدرة الشرائية للمواطنين ضمن حدود منطقية ..‏

ومن حق المواطن أن يطمئن لأوضاعه المعيشية بعد أن سجلت أسعار السلع الغذائية أرقاما غير مسبوقة ..فهل الجواب حاضر وبقوة من خلال اللجنة الحكومية الخاصة بمتابعة ودراسة الواقع الاقتصادي والقضايا المالية والمصرفية لتأمين الاحتياجات والمتطلبات الأساسية للأسواق ودعم الاقتصاد الوطني..أم أن هذه الاجراءات وحدها لا تكفي ولابد أن يتبعها خطوات لاحقة ؟‏

للجواب على هذا السؤال نشير إلى أن الاجراءات لها نوعان.. الأول يتمثل باستمرار تمويل المستوردات للسلع الأساسية من غذاء ودواء وغيرها بالسعر الرسمي والحقيقي للعملة الأجنبية ..والثاني هو تمويل العمليات غير التجارية التي يحتاجها المواطن في سفره للخارج كالذهاب للاستشفاء أو الدراسة أو ماشابه ذلك .‏

وبالتالي ..يفترض نظريا أن كل الحاجات الأساسية للعملة الصعبة متوفرة للتجار وللمواطنين وبسعر ثابت وحقيقي يدل على حضور الدولة وقوتها من خلال استقرار قيمة العملة المحلية ومنع كل أساليب التلاعب بها ..ولكن ماذا عن المخرجات أي النتائج هل يلمسها المواطن على الأرض أم أنها لا تزال بعيدة ولا تردم الفجوة التي فتحها تجار الأزمات مضافا إليهم الحرب الاقتصادية والنفسية التي تشنها قوى خارجية يهمها إضعاف صمود المواطن ليس ماديا فحسب بل معنويا .‏

وعمليا ..فإن المستوردين الذين استفادوا من تمويل الدولة لقسم كبير من مستورداتهم نجدهم لا يلتزمون ببيع السلع في السوق الداخلي بنفس القيمة التي احتسبت على أساسها بمعنى أنهم يشترون بالسعر الرسمي ويبيعونها بسعر السوق السوداء ..وهذه هي الفجوة الكبرى التي لا تتعلق بقوة الرقابة على هؤلاء المستوردين بقدر ماتتعلق بأخلاقيات لاتجدي معها مخاطبة ضمائرهم الانسانية والوطنية ...‏

وبالنتيجة ..وللأسف فإن هذه الاجراءات وحدها لاتكفي والحل الأفضل إلى جانبها هو أن تقوم الحكومة نفسها باستيراد السلع الأساسية للمواطنين بكميات تكفي لشهور طويلة وإذا أضفنا إليها السلع المدعومة فإن ذلك وبلا مبالغة يشكل أكثر من 80 % من احتياجات الاسر ذات الدخل المحدود ويؤدي إلى الاستقرار بإجراءات عملية على الأرض والمواطن يثق دائما بالحكومة وتبقى رغم كل أخطائها أقرب له وأرحم من تجار الأزمات مع احترامنا الشديد للتجار الشرفاء الذين لا أحد ينكر دورهم رغم قلتهم ....‏

kassem85@gmail.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

  قاسم البريدي
قاسم البريدي

القراءات: 977
القراءات: 881
القراءات: 947
القراءات: 944
القراءات: 859
القراءات: 967
القراءات: 894
القراءات: 887
القراءات: 909
القراءات: 918
القراءات: 902
القراءات: 899
القراءات: 3778
القراءات: 896
القراءات: 914
القراءات: 979
القراءات: 948
القراءات: 907
القراءات: 921
القراءات: 1044
القراءات: 943
القراءات: 1442
القراءات: 986
القراءات: 944
القراءات: 949

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية