هذا الحضور الملحوظ للمنتج الثقافي المحلي أعاد إلى الأذهان النظرة السائدة إلى الإنتاج الثقافي والإعلامي والتي تعتبر أن إنتاج فيلم أو مسرحية أو مادة درامية وبرامجية تلفزيونية هي من نوع الخدمات للمشاهد السوري المتابع للحركة الثقافية والفنية ونعني بالخدمات أنه ليس لها مردود اقتصادي أو عائد تجاري.
وننسى عندما نفكر بهذه الطريقة وضمن هذه الرؤية أن إنتاج المادة المسرحية أو السينمائية والتلفزيونية يعني بالدرجة الأولى أننا نقدم إبداعاً محلياً حقق حضوراً عربيا وأحيانا عالميا بمادة علامتها التجارية صنع في سورية.
وبالطبع لا نتحدث هنا عن محتوى المادة الثقافية فهذا موضوع آخر.
ومن المفترض أن ندرك عندما نقدم لمشاهدنا مادة ثقافية أو إعلامية أننا نسهم في البناء النفسي والعقلي للمتلقي وأننا نؤدي دوراً ولو جزئياً في تكوينه الحضاري.
وفي الوقت نفسه ندفع عن مشاهدنا السوري بشكل خاص والعربي بشكل عام شيئاً من الغزو الثقافي والإعلامي الصادر عن جهات تستهدف النفوس والعقول العربية وتريد أن تدجنها حسب أهوائها وتوجهاتها الثقافية والسياسية.
وأرى من المستحسن أن نضع هذه الاعتبارات نصب أعيننا عندما نقوم بتخصيص الدعم المالي للإنتاج والفعاليات الثقافية.
فالمال الذي نضعه هنا له مردود أهم من الربح المادي لأن المردود أو العائد -كما يقال- هو في إعداد إنسان وطني حضاري وفعالية هذا الإنسان في بناء الوطن هي الأميز والأفضل.