سعد الله ونوس خلّدت ذكراه أعماله لكن زوجته الفنانة فايزة الشاويش موسقت الذكرى ولونتها وقفتها بمهرجان لذكراه وكذا الحال مع الشاعر محمد عمران, وقد ثابرت ابنته الشاعرة رشا على نفخ الروح في مهرجان الملاجة حتى اكتسب حضورا
شرعن الاقتران الحيوي والمثمر بين ما هو رسمي وأهلي.
وها هي زوجة الراحل ممدوح عدوان تختط أسلوبا آخر للتعبير عن التقدير والوفاء, فقد أسست دار نشر تحمل اسمه وتعيد طباعة أعماله, فلا تكاد تنفد النسخ حتى تضخ بديلا عنها إلى المكتبات والمعارض, لكنها أدركت أن أهمية الرجل في المشروع, في أن يكون امتدادا لما سلف وتأسيسا لما تلا, أن تؤكد شرعية البنوة والأبوة, وأن باسقا دون جذور أو فروع ليس أكثر من جذع يابس يسهل احتطابه.
ولعل سلسلة ذاكرة المسرح السوري أن تكون أهم مشاريع الدار حتى الآن, فقد أخرجت من الخزائن أعلاما علقتها على سارية الكتاب فأتاحت قراءة رائد المسرح السوري أبي خليل القباني بمسرحية(ناكر الجميل), لكنها أيضا أخرجت من المخازن وحررتهم من غبار الإهمال والنسيان كتّابا كانوا خارج دوائر إعادة التسويق والترويج مثل خليل هنداوي ومسرحيته( هاروت وماروت) بسؤالها الخالد المتجدد عن صراع الروح والغريزة.
أعتقد من موقعي كمهتمة غير مختصة أن السلسلة أحاطت بأهم محطات المسرح السوري عبر تاريخه, وهذا أمر مبهج بعكس الحصيلة عن منجز الكتاب الشباب, ولا أعرف إن كانت المسؤولية تقع على الدار, أم أن واقع الإبداع الشاب يمر باختناقات وأزمتي وجود وتعبير, حيث طغت المواضيع البالية أو الهامشية, بلغة متداعية تدل على وهن أو استخفاف, وكلاهما مر, وإن لم يخل الأمر من إشراقات مبشرة لكنها لا تكفي لتصحح الصورة.
dianajabbour@yahoo.com