تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


ما تريده سورية

الافتتاحية
الأحد 30/11/ 2008 م
بقلم رئيس التحرير أسعد عبود

رفعت سورية راية الحوار.. منذ سنين وهي تواجه كل الأسئلة المطروحة على المنطقة عملياً أو شفهياً بالدعوة للحوار.

كل استجابة إقليمية أو دولية أو عالمية لهذه الدعوة انتهت بنتائج إيجابية.‏

لكل حوار شروطه.. وإذا لم تلتزم الأطراف المتحاورة بمؤيدات الوصول إلى هدف فإن النتائج قد لا تقف عند حدود الإخفاق, بل قد تصل إلى حدود التأثير السلبي, ولا سيما في القضايا الساخنة التي تلزمها حلول سريعة.. والتي لا تقبل (الجدل العقيم) تحت عنوان الحوار..‏

تتصف السياسة السورية عموماً ب:‏

1- أن سورية دولة تعرف ما تريد.‏

2- أنها تضع ما تريده في حالة قابلة للحوار الفعلي.‏

3- ولأنها دولة مسالمة تسعى لحل كل مشكلات المنطقة بالحوار, فهي تعرف ما يريده الآخرون أيضاً.. وبالتالي تتبع طريقاً للتفاهم يحقق ما تريده الأطراف المتحاورة.‏

4- مؤدى ذلك كله عدم إهدار الزمن دون نتائج تتجسد حقائق على الأرض ..‏

من الطبيعي في كل حوار أن نتجاوز ما نحن متفقون عليه سلفاً كي ندخل بما قد نختلف عليه والذي يمكن أن تشكل القناعة المشتركة حوله تقدماً فعلياً.. وإلا كان مجرد (رقص) كلامي حول المشكلة وليس تعاملاً معها..‏

الأفق السياسي الجديد في المنطقة والعالم اليوم, هو أفق انفراج رغم تحديات وتعديات الاحتلال والهيمنة.‏

مهما حاولنا أن نتريث في الاستنتاج حول ما يطرحه التغيير المنتظر في السياسة الأميركية.. فإنه يشكل عملياً أهم عوامل التفاؤل بديمومة هذا الانفراج وحيويته وانتقاله من سياسة الإكراه والسيطرة على كل الاتجاهات بما فيها القرار الدولي في الأمم المتحدة.. إلى سياسة التعامل السلمي الندّي المتفهم والناشط لتغيير وضع العالم الذي ينتظر سياسة تعدد الأقطاب عوضاً عن القطب الواحد.‏

التغيير في أميركا رحّب به العالم كله.. ورحّبت به أوروبا أكثر حتى من الشرق الأوسط المكوي بجحيم الاحتلال ومحاولات الهيمنة في العديد من بقاعه.‏

بقدر ما يلقي هذا التغيير المنتظر بأعباء على الإدارة الأميركية القادمة بقدر ما يفتح لها آفاقاً, وتستطيع الولايات المتحدة أن تحقق من الانتشار والوجود السلمي الدولي عبر استخدام الحوار والتفاهمات السياسية أكثر بكثير.. وكثير... مما حققته من سياسة الهيمنة والإكراه والاحتلال واستخدام القوة العسكرية.. وإذا كانت أميركا قد سمعت سؤال الرئيس بوش القديم: (لماذا يكرهوننا?!) فإنها ستجد في مواقف العالم من التغير والاتجاه إلى السلام والتفاهم السياسي وغير السياسي ما يؤكد لها أن العالم لا يكرهها.. بل يكره سياسة إدارة الرئيس بوش..‏

تنتظر سورية مثل كل دول العالم فهماً جديداً وتعاملاً مختلفاً, أساسه حفظ كرامات الشعوب وسيادات الدول في تعاملها مع الولايات المتحدة كأهم دولة في العالم, وتنتظر أن ينطلق الحوار من موقع الضرورة الملحة لإزالة كل الالتباسات التي أدت إلى مواقف وقرارات أقل ما يقال فيها إنها تمثل طرفاً واحداً وقراراً تعسفياً.‏

هذا يمكن أن يكون بنتيجة الحوار.. لكنه في الوقت نفسه مقدمة له.. فلا يمكن أن يرجى خير كبير من حوار يدور حول أي شيء ويهمل أساس الخلاف الذي يستوجب الحوار الجريء الصادق الهادف إلى إنهاء حالات معاناة عند هذا الطرف أو ذاك..‏

محاولة الحصار لأي طرف محاور في كل الدنيا.. هو طعنة في الحوار نفسه.. وبالتالي من الشروط المبدئية للرقي والتقدم في الحوار ودفعه باتجاه تحقيق النتائج المرجوة لكل أطرافه وليس لطرف واحد, أن نضع المحاور في الشروط الصحية لطرح وجهة نظره من موقع القوي الواثق بنفسه وبالطرف الذي يحاوره من حيث النيات على الأقل.‏

سورية دولة مسالمة ترفض الاحتلال والاكراه والحصار, وتحارب الإرهاب دائماً وأبداً بكل ما لديها من قوة, وتؤمن بالعلاقات الدولية السلمية المبنية على البحث عن الخير والمنفعة المشتركة وليس عن الحصار والعقوبات والمحاسبات الوصائية بحكم القوة.‏

من هذا الموقع والموقف والمنطلق لا نتوانى أبداً عن أي حوار يحقق مزيداً من الانفراج ويحقق أمن المنطقة واستقرارها الذي هو الهدف المعلن والسري للسياسة السورية الراهنة.‏

a-abboud@scs-net.org‏

تعليقات الزوار

أيمن الدالاتي - الوطن العربي |  dalatione@hotmail.com | 30/11/2008 07:21

بالتأكيد سورية العربية تجيد قراءة مابين السطور,وتعرف ماذا تريد,بل وتعرف ماهي مصالح منطقتنا, إنماالغرب عندما يستهدف سورية فهذا يعني أنه لايريد الحوار ولايريد نتائج ميدانية للحوار, بل أكاد أجزم أن الغرب كان يريد الرقص بالكلمات في دعوات أمريكا للحرية والديمقراطية, وهذا السيناريو يسييء بالعمق للطرف القارىء الواعي والعارف, أي لسورية تحديدا , بينما بقية شلة العرب لاتجيد القراءة ولاتريد أن تعرف ,وتتكاسل عن العمل بالإتجاه الصحيح. وللأسف بدأ الغرب يتغير وبقية شلة العرب لاتقوى على التغيير ولاتريد. إنها متثاقلة تهوى الغريب الذي يمسك بخناقها , وتخشى من هذا الغريب أن يفلتها من عقالها.

نبيل طويشة |  twaisha@yahoo.com | 30/11/2008 15:55

هي لغة المصالح فقط وهي ما تجمع بين الدول وتفرقها ومن يقرا ما حصل في الفترة السابقة يظهر اهمية مااشرت الية من تقارب واضح وجلي بين سوريا واوربا والان امريكا بعد انتخاب اوباما وتبيان فشل سياسة العزل والتهميش ضد سوريا وبالاشتراك وللاسف مع بعض الانظمة العربية والتي اشار اليها الاخ ايمن بعدم اجادتها القراءة وفقدها للبوصلة الصحيحة جل ما نتمناة الحوار السليم والتي نادت بة سوريا لتحقيق التغيير المنشود

جلال  |  hasanpavlova@gmail.com | 30/11/2008 19:12

التغير الدذي حدث في الولايات المتحدة الامريكية هو تغير في وضع السياسية الداخلية و اسلوب ادارة هذه المشكلة او تلك اما على مستوى السياسية الخارجية فهناك استراتيجية التي لا يمكن لاي رئيس امريكي ان يتلاعب في هذه المصالح و الخط المرسوم لها مهما كان الثمن( ونذكر كيف تم تصفية كيندي) لتقديمه تنازلات في قضية خليج الخنازير و امور اخر لا مجال لذكرها. اما فيما يتعلق بالدور الاروبي في الشرق الاوسط على ما اعتقد يبقى دور غير فعال بدون مباركة امريكية . نحن في سوريا كنا دائما ندعو الى ان تلعب اوروبا دور ايجابي و فعال في المنطقة, وهذا مالا تسمح به الولايات المتحدة اذا كان يتعارض مع مصالحها و بالدور التي ترعاه. ماذا قدمت اوروبا لنا واي دور لعبت من اجل دعم حقنا ؟ لا شئ على الاطلاق هي دعمت الموقف الامريكي في فرض عقوبات على سوريا و حرصها على ان لايكون لسوريا اي دور في لبنان. هذه هي اوروبا. على العموم نحن في سوريا اقوياء و اصحاب حق و يجب ان تكون العلاقات متكافاة مع اي دولة تحترم حقنا .

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 أسعد عبود
أسعد عبود

القراءات: 790
القراءات: 819
القراءات: 809
القراءات: 902
القراءات: 749
القراءات: 869
القراءات: 813
القراءات: 859
القراءات: 790
القراءات: 835
القراءات: 737
القراءات: 828
القراءات: 826
القراءات: 790
القراءات: 830
القراءات: 962
القراءات: 698
القراءات: 1006
القراءات: 1166
القراءات: 901
القراءات: 859
القراءات: 1185
القراءات: 1071
القراءات: 854
القراءات: 1013

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية