ولم يكتف بدعم تلك التنظيمات بل شن العدوان تلو العدوان على مدن وقرى الشمال ودمرها وهجر أهلها، كما فعل في عفرين ومنبج وجرابلس ومدن وقرى عديدة في الشمال، والآن يفعل الأمر ذاته في الجزيرة السورية، التي تمارس فيها قواته الغازية ومرتزقته أبشع الجرائم من بلطجة وترهيب بحق المدنيين ناهيك عن سرقة النفط وممتلكات الدولة هناك.
وكل تلك الجرائم وذاك التدخل بشؤون سورية الداخلية يأتي تحت مزاعم وحجج حفظ الأمن التركي المزعوم، تماماً مثل ذرائع أميركا الواهية والمتمثلة بمحاربة الإرهاب ومكافحة داعش المتطرف مع أنهما من يحميان الإرهابيين ويتسترون على جرائمهم.
ورغم أن الوثائق المدعمة بالأدلة والصور والفديوهات تؤكد ضلوع أردوغان ومرتزقته المأجورين بتلك الجرائم والانتهاكات الجسيمة إلا أنه كالعادة لا تحرك أممياً لمحاسبة مرتكبيها، لأن واشنطن التي تسيطر على قرار المنظمات الدولية المعنية لا تسمح بذلك.
لا بل إن السؤال الأهم الذي يفترض على الأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان الإجابة عنه هو: أين هي حماستهما المتوقدة التي رأيناها عندما يتعلق الأمر بدول لا تروق سياساتها لأميركا؟ وأين هي اليوم لمحاسبة نظام أردوغان على هذه الجرائم المروعة؟ والإجابة لا تحتاج إلى عناء لمعرفتها فهذه المنظمات ستبقى نائمة بفعل السطوة الأميركية لكن ليدرك الجميع أنها لا تسقط بالتقادم.