| حوار إيجابي.. ولكن..!! البقعة الساخنة بالطبع, لم تنتبه أوروبا فجأة الى سورية, ولا هي تكتشفها وتكتشف ما لها من دور وأهمية لأول مرة, فلا أوروبا انقلبت على ما كانت عليه منذ سنوات قليلة ماضية من مواقف وقناعات, ولا سورية تبدلت في ما اعتادته أيضاً من مواقف وفي ما عهدها الآخرون فيها. وكل الحكاية وببساطة: أن ما زرعه الأوربيون أو بعضهم خلال السنوات الماضية في الحقل السوري لم يجنوا ثماره ولم ينقلوه الى بيدرهم حصاداً وفيراً أوضئيلاً!! جهلوا الحقائق أم تجاهلوها, أرادوا ما أرادوه أم أن أحداً غرر بهم , تلك هي بعض التساؤلات التي تحيط بالنشاط السياسي والدبلوماسي الذي تحيط به أوروبا منطقتنا اليوم ومنها سورية تحديداً. بعيداً عن المفاجآت السياسية والمجاملات الدبلوماسية, وعن الدخول في سفسطات التأويل والتفسير والتكهن, أعتقد أن ثمة دوراً ما تلعبه أوروبا مجدداً اليوم, وأن ثمة توجهاً الى التقارب والحوار مع سورية بأوراق جديدة كدنا ننساها وننسى أن أوروبا تمتلكها وتستطيع اللعب بها في الوقت المناسب, غير أن الأهم من هذا وذاك, أن تكون الأوراق الجديدة أوروبية محضة, بقرار أوروبي وباقتناع أوروبي, لا بإيحاء أو توظيف من آخرين يواصلون التمسك بعصاب الهيمنة وبالنتائج المأساوية التي عاد بها, لاسيما أن تجاربنا السابقة مع أوروبا أو مع بعضها على الأقل, ليست مشجعة عدا ما كان منها بقرار أوروبي محض. في كل الحالات فإن الحوار والتقارب بين أي كان, يظل إيجابياً ومرحباً به, خاصة بين أوروبا وسورية, لكن ثماره ستكون أنضج وأبقى حين تكون الارادات المشتركة في الحوار مستقلة تماماً وذات سيادة!1
|
|