القاسم المشترك في كل ما تسمعه هذه الوفود الاميركية في دمشق هو التركيز السوري على اعتماد الحوار بين الدول والابتعاد عن الإملاءات إضافةً إلى الرغبة في قيام علاقات سورية اميركية تستند الى هذه الاسس والمصالح المشتركة .
والكل يعلم ان هذه الامور ثوابت في السياسة السورية في التعامل مع المجتمع الدولي بمجموعه أو بدوله ولا حياد عنه ولا مساومة عليها والشواهد والادلة خلال السنوات الثماني الماضية مع إدارة بوش على ذلك لا تعد ولا تحصى ولو أن سوريةساومت على هذه الثوابت والمواقف كما فعل ويفعل غيرها حتى الآن لما كانت وصلت العلاقة الاميركية السورية أيام إدارة بوش إلى حدالقطيعة .
من المفترض أن يكون المعيار الاساسي للتعاون بين الدول هوالحوار والمصالح المشتركة ولكن مع الاسف الكثير من دول المنطقة وعلى رأسها في القائمة بعض الدول العربية خرّت أمام الضغوط الاميركية برضاها أو غير ذلك ولو أن هذه الدول اتبعت البوصلة السورية في التعامل مع الغرب وعلى رأسها اميركا لما كنّا عربياً وصلنا الى هذه الدرجة من التفريط بثوابت كفلتها شرعة الامم المتحدة والقانون الدولي.
فالإصرار السوري على هذه القيم مرده على الاطلاق المواجهة مع أحد أو أي جهة أو دولة وإنما الحفاظ على المصالح العربية ومنع القوى المتربصة بحقوقنا من تحقيق أهدافها على حساب مصالحنا وأثبتت التمسك السوري بهذه الثوابت على مدى العقود الماضية جدواه في كل المراحل حيث دفع العديد من القوى والدول الى تغيير سياساتها القائمة. على الإملاء والضغوط الى طريق الحوار والاحترام المتبادل الذي يكفل تحقيق المصالح المشتركة وليس التفريط بها كما نجد في علاقات بعض الدول مع نظيراتها في العالم.
والامر المهم الآخر ان الدول المتعودة على فرض الشروط والإملاءات على الدول الأخرى لا تكتفي بحد من الحدود وإنما دائماً تطلب المزيد وتستخدم أي تنازلات مسبقة ورقة ضغط في حال امتناع الطرف الآخر عن الاستجابة لها وهنا بيت القصيد في تحمل سورية للضغوط ورفضها الإملاءات لأن ذلك أسهل وأقل خسائر وخطورة من الاستجابة لإملاءات هذه الدولة أو ذلك