فيه حياة مثل الحياة التي نعيشها على الأرض !!
هي نظرية علمية فحسب على الأقل , قابلة للإثبات أو النفي , وهي نظرية من طراز تلك الآلاف من النظريات العلمية التي قامت عليها , بعد إثباتها , حياتنا وحضاراتنا على الأرض ,
وإذا كان بإمكانكم أن تتخيلوا أن ثمة حيوات كثير مثل حياتنا تدور في كواكب أخرى في هذا الفضاء , فكيف يمكن التخيل أن الحياة على الأرض نشأت « صدفة « كما تقول الدراسة ذاتها ؟
أي صدفة تلك التي يمكن أن تكون تسببت بكل هذا القدر من التنظيم والتخطيط فيما بعد ؟ إذ ليس صدفة يولد الناس ويموتون , وليس صدفة يتحكم أقوياؤهم بضعفائهم , ليس صدفة يحزن الناس
ويتألمون وليس كذلك يفرحون ويسعدون , وليس بالصدفة يثرون أو يفقرون , وإذا كان من صدفة حقيقية تسيطر على حياة الناس وتديرها فليست في عوالم القوة والحضارة حيث كل شيء ينتظم
ويصطف , وكل نشاط إنساني يصنف ويبوب ويثمر, فلا تجدن موظفا بسيطا يثرى في سنوات قليلة , ولا طالب معاش من خبز وماء يتحدث في غضون بضع سنوات عن الأرصدة المنقولة
وغير المنقولة , ولا تجدن ضعيفا يستشرس بين ليلة وضحاها فيغدو نمرا , ولا من يستعين بأفضالك اليوم ويغدر بك أشد الغدر غدا .
لا صدف في عوالم الحضارة والتفوق البشري تدمر ما أنتجه الإنسان من نظريات التطور ومن شروط نمو الحياة الطبيعي , لا صدف تشطب جهد من يعمل وينتج فتبقيه حيث هو , ولا صدف ترتقي
بكسل الكسول أو خبث الخبيث وبهما , فتنقلهما إلى حيث لا يستحقان وإن حدث فباستثناء محدود وغير معمم .
وحدها حياتنا نحن في عوالم التخلف والاسترخاء الكسول تحكمها الصدفة وتديرها ذهنيات ضربة الحظ والتصويب بعين مغلقة وقلب وقح , وحدها حياتنا في هذه العوالم تقوم على الشطارة وألعاب
الكشتبان والشيش بيش , حيث العلم مجرد فيزا , والبناء ليس أكثر من مقاولة والحداثة مشروع تجاري مع تزوير الفواتير والبوليصات , وهكذا دواليك ..
كنت أود لو أعرف شيئا عن الحيوات في الكواكب الأخرى التي تتحدث عنها الدراسة , لكنني بالصدفة استهلكت المساحة كلها للتفكر بحياتنا , فيما استهلكتني هي بدورها .. وبالصدفة ذاتها
أيضا !!