مع كل ما يتم العمل عليه لتشويه النسيج السوري الراقي- وهو نسيج فسيفسائي مدهش- وخلق ثغرات فيه هنا أو هناك, مازال هذا النسيج متماسكاً ورائعاً بنسبة عالية جداً.
في العمليات الجراحية أو التجميلية ثمة ما يعرف بالقطب المخفية التي تعمل على خياطة جرح أو ترميم نسيج بطريقة متقنة, وأنا أرى كل يوم سلوكيات وأنشطة سورية هامة تشكل مثل هذه القطب المخفية التي تُوظَف في الحفاظ على متانة النسيج وإضفاء البريق عليه.
كل نشاط سوري يصب في مجال الفن والأدب والتشكيل والموسيقا وغير ذلك من أنشطة هو في غايته الأرقى محاولة للحفاظ على نسيج سوري جميل ومتين.
من تلك القطب المخفية معرض فني رائع أقيم مؤخراً في مدرسة نموذجية في أحد أحياء حمص والتي حوّلتها الجهود الأهلية إلى نقطة ثقافية تعمل بشكل دؤوب على نشر ثقافة الفن والأدب بمختلف مستوياتهما.
شباب سوريون يرتقون باللون والضوء ومواد الطبيعة السورية ما مزقته الأزمة هنا أو هناك, (محمد العلي, وباسل النيصافي, وأحمد رمضان العلي, ونذير صقر) شباب عبروا من خلال ذلك المعرض عن تماسك الجمال السوري وبهائه وقدرته على مواجهة الموت والعنف بكثير من الجمال.
suzan_ib@yahoo.com