ولست هنا بصدد الحديث عن النشاط الإبداعي الذي نفّذ, عما وعدنا به وما نفّذ, وإنما أتحدث عن الحراك الثقافي الرسمي أو يمكن القول: حركة المسؤولين والموجهين والراعين للنشاط الثقافي في الوطن العربي, ومن بعدهم أعضاء مؤتمر مجمع اللغة العربية في دمشق والحديث عن مؤتمرهم الذي انعقد تحت عنوان (التجديد اللغوي).
أعضاء المجمع انضووا تحت التجديد, وما سمعنا بنظرية أو بحث اخترق المألوف وقدم لنا ما هو جديد يلبي حاجة لغتنا العربية, بل سمعنا دراسات وأبحاثاً تقول قال فلان وعمل فلان دون الوصول الى خلاصته, أي اجترار لما سبق وربما نكون ظالمين وبانتظار التطبيق العملي للتجديد الذي دعوا إليه في المؤتمر, وإذا ظل حبيس الورق فسلام على لغتنا وحرّاسها.
أما وزراء الثقافة العرب فناقشوا تجديد الاستراتيجية الثقافية العربية وكأنهم نفذوها سابقاً أو ينفذونها الآن, وتوافقوا على تأجيل هذا النقاش الى لقاء سيعقد بعد حين من الزمن, هذا إن عقد.. وحتى لا أذهب بعيداً في اليأس لا بأس أن أنقل ما قاله أحد المؤتمرين: لقد ذهب قسم من وزراء الثقافة دون أن يأخذ معه الاقتراحات وأوراق العمل, بل إن بعضهم أتى دون أن يكون لديه أدنى تصور عن أي خطة أو استراتيجية. إنه العمل بلا مقدمات وربما بلا ثقافة.