الوطن والمواطنة
محليات - محافظات الثلاثاء 27-12-2011 هيثم عدرة معاني يقف عندها المرء ويتأملها في اللحظات العصيبة، وعندما يشعر أن الغدر يتربص بالوطن، فهنا تظهر الحالة الوطنية وتتجلى بأشكال مختلفة وفي مقدمتها حالة الشهادة التي يعيشها كل منا عندما يصبح معادلة إما الوطن أو الشهادة، وهذا يجعلنا نقف بإجلال واحترام أمام أرواح شهداء الوطن الذين ضحوا بأغلى مايملكون من أجل عزة الوطن ورفعته.
جميع الشعوب تغنت وتتغنى بأوطانها وكل ينسج الحكايات والقصص التي تمجد الحالة الوطنية التي عاشها كل على طريقته في هذه المحنة التي تمس تراب الوطن، فكانت الحالة الوطنية بذروتها ومن الجميع وعلى اختلاف شرائحهم، وهنا نصل إلى مفهوم المواطنة والتي تعني حالة التوحد مع الوطن وتأخذ أشكالاً مختلفة، فحتى أمارس مواطنتي لحظة تعرض الوطن للخطر تتجلى بحالات كثيرة لابد أن نذكر بعضها لعل هذه الحالة تستيقظ لدى الجميع ونمارسها فعلاً على أرض الواقع، فهنا تظهر التضحية والتكافل الاجتماعي بمعناه السامي.
كل يأخذ حاجته، وهذا يجعلني أسلط الضوء على أزمة الغاز والمازوت كما يسميها البعض، وكأن الوطن يعيش حالته الطبيعية، فنحن نعيش حالة استثنائية تتعلق بالخطر الذي يحيط بالوطن ومفهوم المواطنة، والأمر الطبيعي أن تظهر حالات هنا وهناك من ضعاف النفوس والانتهازيين، ويتاجرون بحاجيات المواطن الأساسية فبدلاً من حاجة الفرد إلىجرة غاز يملأ خمسة أوأكثر أو آخر يبيعها بسعر مرتفع، ونفس الأمر يقاس على المازوت أو الحاجيات الاستهلاكية الأساسية، وهنا نصل إلى مفهوم المواطنة عبر سلوكيات تشكل حالة من التكافل الاجتماعي والإيثار وأخذ كل حاجته وإلا لاينطبق مفهوم المواطنة في حال العكس.
|