رغم التعتيم الإعلامي على الفظائع المرتكبة إلا أن الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية كشفت العديد من المجازر، وليس آخرها قيام قوات الاحتلال بجمع 110 مدنيين في منزل واحد، ومن ثم قصفه ليسقط 30 شهيداً.
تلك هي إسرائيل، سجل مثقل بالجرائم التي يندى له جبين الإنسانية، وانتهاك القوانين والأعراف الدولية أبسط ما تفعل، ولا تتوانى عن قتل المدنيين.. وكم من عائلة بكامل أفرادها دمرت منازلهم وحولت أجسادهم إلى أشلاء، وحتى من احتمى بمدارس الأونروا لقي المصير نفسه، فأسقطت القذائف 40 شهيداً بمدرسة واحدة.
حكومة مصغرة تعطل قرارات الشرعية الدولية، فتعلن الحرب وتستخدم المحرمات، وتشارك بوضع قواعد اللعبة، وبإشارة منها يجتمع مجلس الأمن ليتخذ ما تريد.
طبعاً إسرائيل ليست ذلك المارد الذي لا يقهر، وصاحبة القرار واجب التنفيذ، ولكن في حربها الأخيرة كان لها ما أرادت لالتقاء مصالحها مع شريكين استراتيجيين.. واشنطن وما يسمى أنظمة «الاعتدال في المنطقة».
الأول يريد التخفيف من ترسانته العسكرية، لعله يقلص حدة أزمته المالية على حساب دول النفط العربية، وبنفس الوقت يختبر بعض الأسلحة المحرمة.. ومنها الفوسفورية، والثاني يجهد للقضاء على ثقافة المقاومة خوفاً من عروش متلاشية.