وتعاني العديد من المراكز الصحية نقصاً في الكادر التمريضي، وتفتقد لأطباء الصحة الاختصاصيين، وعلى سبيل المثال اختصاص طب الأسرة شبه مفقود، في حين قلما نجد أطباء أسنان، وإن وجد الطبيب أو الطبيبة تكون العلة بعدم وجود كرسي الأسنان أو تعطله.
لا يتوقف الخلل في المراكز الصحية على نقص الكادر التمريضي والطبي وضعف التجهيزات الطبية، فالأدوية الأساسية والضرورية في الغالب غير موجودة، وليس بأحسن حالاً أبسط الخدمات، والتي إن وجدت، اقتصرت على غرفة مدير المركز.
تدني إمكانات المراكز الصحية، إضافة لكونه يفاقم الضغط على المشافي في المدن والمحافظات، فإنه عرقل نظام الإحالة الصحية التي سعت وزارة الصحة لتطبيقه منذ عامين، ولم يتوقف الأمر عند ذلك فقد لحق الغبن طالب الخدمة الصحية.
لقد تحولت المراكز الصحية إلى مجرد محطة لتزويد المريض بأعباء إضافية، قد تضلل المريض بإعطائه تحويلة خاطئة، وبالمقابل لا توجد تغذية راجعة من المشافي إلى المراكز الصحية لرصد التغير في المشعرات الصحية على مستوى جبهة عمل المراكز، ما يساعد في حال تجميعها برسم خارطة متكاملة عن الحالة الصحية.
بكل الأحوال.. يظهر تلكؤ تطبيق نظام الإحالة الصحية، كم نحن بعيدون عن إمكانية تطبيق النظام الطبي الأرقى المتمثل بالضمان الصحي !!