وربما بقرف , موجهاً كلامه إلى أحد النشطاء في المؤسسات الخيرية الداعمة للمعارضة : « لا توجه اللوم إلي ، اذهب ووجه اللوم إلى المعارضة .. فهي التي لم ترغب بالمفاوضات ، ولا بوقف إطلاق النار .. وقررت الانسحاب ، بينما أبلغنا السوريون والإيرانيون أنهم مستعدون للقبول بوقف اطلاق النار « .. !!
ويبدو أن الناشط المذكور حاصر كيري الذي انتفض في وجهه غاضباً : « هل تريدني أن أذهب الى الحرب مع روسيا من أجلكم .. هل هذا ما تريدونه « ؟
على مقلب آخر , وبكثير من المباهاة والعجرفة الفارغة , زعمت صحيفة عكاظ السعودية .. أن مصادر حلف الناتو أكدت أن : ولي ولي العهد السعودي وزير الدفاع محمد بن سلمان سيشارك في اجتماعات وزراء الدفاع في دول الحلف المقررة يومي الأربعاء والخميس المقبلين في بروكسل , التي ستناقش « المبادرة « السعودية بالمشاركة بقوات برية لمحاربة داعش في سورية !
المشهدان السابقان عما دار في لندن وعلى صفحات الجريدة السعودية ينطويان , كما تلاحظون ,على قدر هائل من السخرية المريرة .. السخرية التي يتعاطاها الأميركيون مع المعارضة السورية ومع رعاتها .. رعاة الإبل !
ففي المشهد الأول تولى جون كيري أخيراً إجلاس معارضة الرياض فوق الخازوق المتوقع لها منذ سنين .. والذي كان دائماً متوقعاً لحفنة العميان وداعميهم معاً , فإرهابيوها سيواجهون الفناء خلال أشهر كما قال .. وكما لو أن كيري يتشفى , ومندوبوها هم الذين انسحبوا من محادثات جنيف , وأخيراً فإن أميركا لن تخوض حرباً مع أحد من أجل هكذا معارضة ؟
وفي المشهد الثاني يواصل الأميركي السخرية , ويترك للصحيفة السعودية أن تنتشي وهماً وغباء على صفحاتها , فهاهم جنرالات حلف الناتو وقادته العسكريون يقررون .. أو ربما يلبون دعوة الوزير السعودي الغر محمد ابن سلمان , لبحث مبادرته بالتدخل العسكري السعودي في سورية , وسينصتون بالتأكيد لهذه العبقرية العسكرية الواردة إليهم من بلاد الإبل ورعاتها , وسيكونون وبلدانهم وقواتهم رهن إشارته وإشارة مليكه !
ومع كل ذلك القدر من السخرية والاحتقار الأميركي , لا يتردد الناطق باسم معارضة الرياض في أن يرسل إلى الأميركيين طالباً توضيحات لتصريحات الوزير كيري .. كما لو أنه لم يفهم بعد , أو كما لو أن الأميركيين كانوا جزء من غنائم غزوات أبيه من السبايا والعبيد ؟
فأي معارضة هذه وأي معارضين هؤلاء .. وأي عقل سياسي هذا الذي يديرونه ويندارون به , فيتذكرون كعبيد حقوقهم عند السيد .. وينسون قوة السيد وبطشه ومصلحته وريائه السياسي , تماماً كراعيهم الواهم الذاهب إلى بروكسل , وفي ظنه أنه سيقود جيوش الناتو إلى احتلال سورية ؟