أم من حيث إحداث مركزين متخصصين بالبحوث التربوية والقياس والتقويم، وغير ذلك من القضايا التي تتعلق بالشؤون النقابية من خلال إصدار قانون جديد ينظم عمل نقابة المعلمين وعدم استثناء أي عامل في الحقل التربوي إن كان معلماً أم مدرساً أم أستاذ جامعة أم إدارياً، وحتى أولئك الذين يعملون في رياض الأطفال الذين كانت مؤسساتهم لا تعمل على تسجيلهم في النقابة، ناهيك بالتطوير والتحديث الذي طال كل المناحي التربوية خاصة فيما يتعلق بالتأهيل والتدريب وخلق مناخ تعليمي يحاكي المتلقي ويتبادل معه المعلومات من خلال خلق نظام تربوي تفاعلي بين ركني العملية التربوية المعلم أو المدرس من جهة، والطالب أو التلميذ من جهة ثانية، هذا النظام خلق ارتياحاً بين الطرفين كون الطرف المتلقي ومن خلال تفاعله يثبت مقدرته على استيعاب المعلومة العلمية وبأيسر وأسهل الطرق بعيداً عن أسلوب التلقين وحفظ البصم.
كل ذلك وعلى الرغم من قصر المدة أنتجت ارتياحاً لدى طرفي المعادلة التعليمية، لأن الطالب في هذه العملية أصبح له دور كبير في إدارة الحوار داخل الصف، وهذا إن دل على شيء إنما يدل على قدرة الاستيعاب لمتطلبات العملية التربوية التي نعتز ونفخر بها كونها ما زالت تحافظ على جوهرها وعمق المعلومات في محتواها العلمي والمعرفي الذي ينطلق وفق منظومة وطنية، في حين أن غيرنا يعتمد في مناهجه على منظومة لا تمت للوطنية بشيء.. مناهجه مستوردة، في حين إن مناهجنا بكل محتوياتها العلمية والمعرفية هي من واقعنا المعاش مع أنها تحاكي أحدث المنظومات التربوية العالمية، ولا نكون مغالين إذا ما قلنا إن شهاداتنا العلمية هي محط إعجاب وتقدير كل الجامعات العربية والأجنبية، ويكفي طلابنا فخراً أنهم عندما يذهبون إلى الخارج لدراسة أي اختصاص أنهم يحملون الشهادة الثانوية الصادرة عن وزارة التربية السورية.
نعود لنقول: إن التطورات التي طرأت على نظامنا التربوي خاصة في مجال التطوير والتحديث أو في إصدار العديد من المراسيم التي لها علاقة بهذا النظام وجعله مواكباً للعصر الذي نعيش، طبعاً بعيداً عن «حالة» الأزمة كون هذه الأزمة هي عابرة وسنخرج منها منتصرين ويعود لمؤسساتنا التعليمية وغير التعليمية وهجها البراق الذي كان ينير الطريق لكل ضال.
إن نظامنا التربوي ينطلق فيما ينطلق من ثوابتنا الوطنية والقومية، وتاريخنا المشرق، حيث كانت ولا زالت بلدنا سورية منارة للعلم والعلماء.. العلم الذي يحاكي العقل البشري بمختلف مستوياته فكان ولا يزال النموذج الأرقى بين دول المنطقة في التزامه بقضايا الأمة وهذا هو سر عدم قدرة أعدائنا لا في الماضي ولا في الحاضر ولا في المستقبل على اختراقنا وبالتالي هذا هو سر نجاحنا وتفوقنا على الآخرين.
asmaeel001@yahoo.com