فمرّة يؤيد الحل السلمي ومرّة يدعو إلى الحل السياسي ومرّة ثالثة يعود للحديث عن التسليح والضغوط والشروط المسبقة التي تعرقل انعقاد المؤتمر ولا تسهله.
ولعلّ السؤال الذي يلقي بظلاله على المواقف الأميركية من الأزمة في سورية بشكل عام والمؤتمر الدولي في جنيف بشكل خاص هو: من الذي يفخخ الطريق إلى جنيف ومن يمهّد لنسفه؟، ومن يغلق النوافذ والفرص للحل؟! أليست الولايات المتحدة وحلفاؤها الذين يدّعون حرصهم على الشعب السوري ووقف العنف في العلن وسياساتهم واستراتيجيتهم في السر تؤشر جميعها إلى اتفاقهم على هدف وحيد هو إطالة أمد الأزمة لإضعاف سورية وجيشها واقتصادها وإنهاكها وتقسيمها خدمة للكيان الاسرائيلي.
أليست مصلحة اسرائيل في استمرار نزيف الجرح السوري حتى لا يبقى في المنطقة من يقف بوجه المشروع الصهيوني التوسعي؟!.
ثم ألم تكن الإدارة الأميركية هي من عرقل «جنيف الأول»، وعرقل تنفيذ بنوده لإطالة الأزمة واستنزاف السوريين تمهيداً لرسم خارطة الشرق الأوسط الجديد على المقاسات الأميركية؟!.
والدليل الأخير على تورط الإدارة الأميركية وحلفائها باستمرار الأزمة والرغبة في ذلك أنهم يتفرجون على القتل المجاني في سورية دون أي اكتراث ويسارعون لتطويق الأمور عندما يتعلق الأمر بالكيان الاسرائيلي وبمصالحهم الاستراتيجية.
إن هدف أميركا وحلفائها هو فرض حالة استنساخ الإرهاب والفوضى الخلّاقة في المنطقة برمتها ولا يهمهم إن دمرت الشعوب أو الدول أو مؤسساتها ولا يهمهم في نهاية المطاف إلا مصالحهم ومصالح ربيبتهم اسرائيل!!