الشجرة حزينة لما يجري فوق الأرض السورية، فهي - أي الشجرة - لم تعتد عدم قيام الناس بواجبهم تجاهها، هي تعرف أن الاحتفال بها لم يقتصر على يوم واحد من أيام السنة، إنما كل يوم من أيام السنة هو عيد للشجرة وذلك من خلال قيام السوريين بزراعتها والاعتناء بها، كون الشجرة بالنسبة لهم هي الحياة، وهي فوق كل ذلك تمنح الحياة من خلال الخيرات التي تقدمها للناس والأرض على حد سواء.
والشجرة التي مر علينا عيدها دونما احتفاء كما كنا نفعل كل عام، لأن العصابات المسلحة لوثت كل شيء جميل فوق أرضنا، لكن وبفضل قواتنا المسلحة الباسلة سيعود احتفالنا بالشجرة وغيرها من احتفالاتنا الوطنية إلى ما كان عليه قبل أن تأتينا الجرذان من بقاع الأرض وتدنس الأرض الطيبة الطاهرة، سيعود احتفالنا بالشجرة وعلى مدار العام كله لنعوض ما فاتنا خلال أيام الأزمة التي نعيشها، والتي هي منتهية وإلى زوال، لتعود سورية إلى ما كانت عليه بلد الأمن والأمان والخير والحب والجمال.
ونحن عندما نقول ذلك لأن للشجرة عندنا مكانة مهمة، وعيدها بالنسبة لنا هو عيد وطني بامتياز، وهي بالتالي تحتل مركزاً ريادياً في خططنا الزراعية، كون الاحتفال بها لم يكن مجرد يوم عابر كما قلنا تزرع فيه الأشجار، بل على العكس هو عملية دائمة ومستمرة طوال أيام السنة، لأن للشجرة فوائد كثيرة نذكر منها فهي إضافة لحمايتها للبيئة من التلوث تلطف الجو، وتساعد على هطل المطر، وانعدام جرف التربة وغير ذلك الكثير من الفوائد وبخاصة الثمر الذي تعطينا إياه إن كانت مثمرة، وما تقدمه لنا من خضرة إذا كانت من النوع الحراجي، لذلك ذكرت الشجرة وفوائدها في الكثير من الأساطير القديمة ويكفي أن تلك الأساطير قد أطلقت عليها تسمية «الحياة» بكل ما تعني الكلمة من معان، ويكفي أننا في سورية قد أفردنا لها في قانوننا مجموعة من المواد التي تحفظ ديمومتها وعطاءها.
asmaeel001@yahoo.com