خلال مؤتمر الحوار السوري- السوري، فما الذي يحول دون التوصل الى اتفاق معقول يسمح لتلك اللجنة البدء بمناقشة الدستور واقتراح ما يمكن تعديله أو إدخاله وإحضار ذلك لاستفتاء شعبي يوافق أو يرفض عندها؟
بالتأكيد لم تكن الدولة الوطنية السورية عائقاً أمام أي اقتراح أو إجراء يمكن أن يحمل في طياته بوادر تحقيق انفراج ولو كان بسيطاً، لكن السلوك العدواني والالتفافي الذي يتبعه ستيفان دي ميستورا المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سورية يمثل العائق الحقيقي أمام تنفيذ التوصية الأساسية لمؤتمر الحوار الوطني، فهو يحاول فرض شخصيات عميلة إضافة إلى محاولة وضع أسس ومبادئ تحدد طبيعة العمل والاختصاص في إقرار مواد وبنود هدفها إضعاف الدولة وإدخال الوهن في عملها وهو ما يرفضه السوريون بالعموم، وهم لا يقبلون بأي إملاءات خارجية مهما كانت الظروف صعبة، فكيف يكون الأمر والدولة الوطنية تحقق انتصارات لا يمكن الحد من تواترها واستمرارها؟
قد تكون مسألة العدد الكبير الذي أقره السوريون في سوتشي عائقاً شكلياً، لكنه لا يحول دون التوصل الى اتفاق معقول يسمح لتلك اللجنة بالبدء بمناقشة الدستور واقتراح التعديلات الدستورية عبر مجموعة أقل عدداً وليضع دي ميستورا ممثلي العدوان ضمن الحدود المقررة في سوتشي. وأياً كانت المحاولات المعطلة قوية بالدعم الكبير من جانب مجموعة الغرب الاستعماري الداعمة للإرهاب، فإنها لن تقوى على فرض أي شرط مسبق.