تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


سورية 2030م..

من داخل الهامش
الاثنين 27-5-2013
 ديب علي حسن

هل قرأتم هكذا عنوان في دراسة أو بحث، هل نشرت مجلاتنا ومراكز بحثنا أي دراسات استشرافية في أي مجال من مجالات وحقول المستقبل..؟!

أصدرت وزارة الثقافة السورية مشكورة أكثر من كتاب مترجم حول الهند مثلاً في عام 2020م و... ونسي الباحثون والدارسون السوريون أن يرسموا لنا ملامح سورية المستقبلية من خلال دراسات استشرافية..‏‏

لست من الذين يجلدون ذواتهم أبداً، ولايرون إلا النصف الفارغ لكني فعلاً أشعر بالألم لأن دراساتنا الاستشرافية غائبة تماماً، صحيح أن ثمة خططاً تسمى خمسية وعشرية و.. و ولكنها فقط حبر على ورق.. ولانعرف عنها شيئاً...‏‏

وربما يسأل أحد ما لماذا هذا الغياب؟ من المسؤول عنه..؟!‏‏

بالتأكيد غياب الدراسات المستقبلية نتيجة حتمية لغياب مراكز الدراسات البحثية في العلوم الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، وفي مناحي الحياة كافة.‏‏

ربما كانت العلوم الانسانية هي الأكثر قدرة على الاستشراف والدراسات المستقبلية في الأدب والاجتماع والتربية ولكن ذلك بالنتيجة يعبد الطريق لتطور الحياة في النواحي الأخرى، أتابع من سنوات ماينشر من دراسات في هذا الحقل ولاسيما المترجم منها والغريب في الأمر أن أحداً من المعنيين بالأمر لم يكلف نفسه الاهتمام أوالإشارة إلى ضرورة إعداد دراسات مستقبلية، حتى مراكز الدراسات الموجودة لدينا لاتقوم بنشر دراساتها المستقبلية، كلنا مشغولون بالماضي، دراساتنا نبش وحفر في ركام اليباس، حتى رسائل الدكتوراه في الآداب ولاسيما الأدب العربي لم تترك شويعراً من مخلفات الماضي إلا وصار موضوع بحث.. في الاجتماع، في الفلسفة في التربية، رسائل دكتوراه كلها صارت على الرف لاأحد يعرف بها إلا أصحابها..‏‏

ترى كم ألف رسالة دكتوراه أعدت لدينا في الآداب/ اجتماع/ فلسفة / أدب عربي / جغرافيا / وفي كليات التربية ماالذي قدمته أليس لديها رؤى مستقبلية ألا تصل إلى توصيات ونتائج أليس من الواجب أن ننظر إلى المستقبل برؤى علمية ونتائج استشرافية بناء على ماتقدّم..‏‏

نحتاج دراسات مستقبلية حقيقية، دراسات ترسم ملامح القادم، ترصده بالوقائع العلمية بناء على الحاضر، لدينا طاقات علمية حقيقية لتكن، خطواتنا بداية من مراكز دراسات متخصصة بالأمر، مراكز لاتقدم للأحباب والأصحاب نريد دراسات عن سورية اليوم والغد، ومابعد الغد، كم أحلم أن أرى وأقع على دراسات ترسم ملامح سورية في 2030م أو قبل بسنوات، أو بعد بسنوات...‏‏

الدراسات المستقبلية أو الاستشرافية ليست ترفاً أبداً هي جزء من التخطيط والاستراتيجيات، فمن لا يدرس ملامح مستقبله ويرسمه بناء على معطيات سيبقى حيث هو... وهذا سرّ بقائنا حيث حفر الماضي، دراساتنا تحتفي بالموت، وتنسى الأحياء وغدهم ألسنا أمة تحكمنا المقابر ويحكمنا الموتى حيث هم، والغريب أنه مامن أمة يصبح فيها الميت أقوى إلا نحن... في كل شيء المقابر وأشباح من فيها تحكم واقعنا وترسم أفق مستقبلنا فهل نصحو...‏‏

d.hasan09@gmail.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 ديب علي حسن
ديب علي حسن

القراءات: 732
القراءات: 734
القراءات: 763
القراءات: 657
القراءات: 671
القراءات: 753
القراءات: 818
القراءات: 759
القراءات: 631
القراءات: 831
القراءات: 732
القراءات: 713
القراءات: 700
القراءات: 717
القراءات: 701
القراءات: 656
القراءات: 810
القراءات: 677
القراءات: 747
القراءات: 721
القراءات: 784
القراءات: 756
القراءات: 774
القراءات: 699
القراءات: 748

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية