اكتشف أن إسرائيل هي التي تعوق انعقاد ذلك المؤتمر فحجب أو هدد بحجب المليارات العشرة عنها آنذاك والقصة معروفة جيداً , حينذاك حضرت إسرائيل صاغرة , ورغم ذلك لم يتردد رئيس وزرائها اسحاق شامير في الكشف عن نيات حكومته المبيتة بجعل المفاوضات تستمر لعشرات السنين دون جدوى, وقد حدث ذلك بالفعل !
اليوم لوح الرئيس أوباما عن طريق مبعوثه إلى المنطقة جورج ميتشل , وبشكل خجول , بحجب المساعدات عن إسرائيل إن لم تتجاوب مع توجهات السلام الأميركية فقامت قيامة إسرائيل على المستويين السياسي والشعبي , ما يؤكد أن إسرائيل شامير هي إسرائيل نتنياهو هي إسرائيل بن غوريون , تقوم على التطرف والعنصرية , يلزمها التوسع والعدوان ولا يلزمها السلام .
وإذا كانت التركيبة السياسية والاستيطانية الإسرائيلية على هذا النحو الثابت من التطرف والعنصرية والميل إلى العدوان والتوسع , فإن محاولات الإقناع والإغراء, بما فيها ضمانات الأمن والمساعدات والتبني الأخلاقي والسياسي لإسرائيل , لن تفلح في دفعها إلى السلام حتى ولو حضرت طقوسه ومراسمه ومؤتمراته على طريقة شامير وحكومته ,وإن شأن إسرائيل في هذا الإطار هو تماماً شأن نظام الفصل العنصري الذي كان قائماً في جنوب إفريقيا , والذي لم يستطع الخروج من جلده العنصري والتحول إلى نظام ديمقراطي إلا باجتثاثه من أصوله .
بالتالي , فإن أي جهد أو حوار موضوعي لإحلال السلام في المنطقة من أي جهة جاء وكيفما جاء لن يجد له آذاناً صاغية لدى كيان لا يؤمن ولا يريد السلام أصلاً , بل إن إرغام إسرائيل على الامتثال لمقومات السلام وبديهياته , وكذلك ممارسة الدور الوسيط الحيادي والنزيه تجاه أطراف السلام , وأيضا الاستناد إلى الشرعة الدولية وقراراتها , هي المداخل الجادة والحقيقية إلى السلام الحقيقي لا إلى سلام الضمانات والمناورات والإيحاءات .