تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


السلام يضمنه .. السلام

البقعة الساخنة
الأحد 17-1-2010
خالد الأشهب

في مطلع التسعينيات من القرن الماضي .. حين عزم الرئيس الأميركي السابق جورج بوش الأب على جمع أطراف الصراع في الشرق الأوسط إلى مائدة السلام في مدريد ,

اكتشف أن إسرائيل هي التي تعوق انعقاد ذلك المؤتمر فحجب أو هدد بحجب المليارات العشرة عنها آنذاك والقصة معروفة جيداً , حينذاك حضرت إسرائيل صاغرة , ورغم ذلك لم يتردد رئيس وزرائها اسحاق شامير في الكشف عن نيات حكومته المبيتة بجعل المفاوضات تستمر لعشرات السنين دون جدوى, وقد حدث ذلك بالفعل !‏

اليوم لوح الرئيس أوباما عن طريق مبعوثه إلى المنطقة جورج ميتشل , وبشكل خجول , بحجب المساعدات عن إسرائيل إن لم تتجاوب مع توجهات السلام الأميركية فقامت قيامة إسرائيل على المستويين السياسي والشعبي , ما يؤكد أن إسرائيل شامير هي إسرائيل نتنياهو هي إسرائيل بن غوريون , تقوم على التطرف والعنصرية , يلزمها التوسع والعدوان ولا يلزمها السلام .‏

وإذا كانت التركيبة السياسية والاستيطانية الإسرائيلية على هذا النحو الثابت من التطرف والعنصرية والميل إلى العدوان والتوسع , فإن محاولات الإقناع والإغراء, بما فيها ضمانات الأمن والمساعدات والتبني الأخلاقي والسياسي لإسرائيل , لن تفلح في دفعها إلى السلام حتى ولو حضرت طقوسه ومراسمه ومؤتمراته على طريقة شامير وحكومته ,وإن شأن إسرائيل في هذا الإطار هو تماماً شأن نظام الفصل العنصري الذي كان قائماً في جنوب إفريقيا , والذي لم يستطع الخروج من جلده العنصري والتحول إلى نظام ديمقراطي إلا باجتثاثه من أصوله .‏

بالتالي , فإن أي جهد أو حوار موضوعي لإحلال السلام في المنطقة من أي جهة جاء وكيفما جاء لن يجد له آذاناً صاغية لدى كيان لا يؤمن ولا يريد السلام أصلاً , بل إن إرغام إسرائيل على الامتثال لمقومات السلام وبديهياته , وكذلك ممارسة الدور الوسيط الحيادي والنزيه تجاه أطراف السلام , وأيضا الاستناد إلى الشرعة الدولية وقراراتها , هي المداخل الجادة والحقيقية إلى السلام الحقيقي لا إلى سلام الضمانات والمناورات والإيحاءات .‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 خالد الأشهب
خالد الأشهب

القراءات: 2200
القراءات: 2101
القراءات: 2523
القراءات: 2479
القراءات: 2255
القراءات: 2622
القراءات: 2567
القراءات: 2504
القراءات: 2273
القراءات: 2596
القراءات: 2808
القراءات: 2700
القراءات: 2402
القراءات: 2861
القراءات: 2929
القراءات: 3011
القراءات: 2793
القراءات: 3170
القراءات: 3120
القراءات: 3226
القراءات: 2623
القراءات: 3093
القراءات: 3578
القراءات: 3341
القراءات: 3398

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية