ردة الفعل هذه أثارت تساؤلات وشجوناً كثيرة في الشارع العربي، منها السؤال عن سر إصرار بعض العرب على رؤية الذيل سوطاً خرافياً مسلطاً على رقابهم ، فيحاولون تقية صاحبه واستئذانه حتى فيما يخص شأناً داخلياً وحقاً نص عليه الدستور.
بالمقارنة مع هذا التصاغر، تزداد الحيرة تجاه الموقف التركي، يسألون كيف حدث هذا التحول الجذري من سياسة الأحلاف وتوزيع الأدوار إلى سياسة المبادئ والاحتكام إلى الضمير؟ هل يستطيع القادة -ويظلون أفراداً - أن يغيروا دفة البلاد من ضفة إلى أخرى؟
لاشك أن للعامل الشخصي مساحته المؤثرة والفاعلة ، لكن الأهم تخليص الحساب .لمن يتم تقديم كشف الحساب ، للناخب أم للناخل الذي يعاير الصلاحية على مقاس ثقوب غرباله الخاص؟
من يقرر الاستمرار في الحكم ؟ الأجنبي أم التيارات الوطنية الجماعية التي تنجح دائماً في العثور على زعيم يمثلها ، فيتميز ويتمايز عن الحاكم؟
سؤال آخر يطرحه المتابعون عن الحد الفاصل بين أفعال لاتستحق الرد ويمكن معها الادعاء أنها ليست أكثر من هفوات ، وأخرى تتجاوز الأخطاء لتبدو خطايا لايمكن ولايجوز السكوت عنها؟
في كتابه (غرناطة بني نصر) عن صراعات الأندلس الحضارية وإن استعارت لبوس الدين منذ ثمانمئة عام يقول المؤلف أنطونيو غالا: «حين يقدر المتنازعون أنهم أصبحوا جاهزين ، فأي ذريعة تصبح جيدة».
إذاً هي القوة ترسم الحد الفاصل بين الاثنين ، مع الوهن والوقوف في العراء تصبح الإهانة موّانة ، أما التربع في منزل بأساسات راسخة فيعني أن هناك مايمكن الدفاع عنه، عن سلامته وهدوئه وسمعته.
dianajabbour@yahoo.com