تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


أي تحذير!

على الملأ
الأحد 17-1-2010م
مصطفى المقداد

يحذرنا روبرت زوليك رئيس البنك الدولي من تداعيات الأزمة المالية الدولية بانها سوف تستمر أكثر من اللازم،

ويضيف بأن أكثر من 64 مليون شخص سوف يقعون في براثن الفقر ليزيدوا من أزمة الجوع والفقر، في الدول النامية التي يصفها بالوقوع في فخ الازمة ووقوع شعوبها تحت وطأة الحاجة وخاصة اطفالها لسنوات طويلة ولا ينسى في مؤتمره الصحفي الذي عقده في العاصمة الالمانية برلين بان يقارن مابين منعكسات الازمة الاقتصادية الدولية على كل من الدول الغنية والفقيرة، ففي الأولى نراها لا تتجاوز حدود تراجع معدل الوظائف فانها في البلدان النامية تترك آثاراً سلبية على مستوى المعيشة والنمو والمشروعات على السواء.‏

وأمام هذا الواقع المنذر بمستقبل غير مريح، لا ينسى زوليك أن يدعو الدول الغنية لتقديم المساعدات للدول الفقيرة وخاصة للاقتصادات الصاعدة لان تلك المساعدات ستشكل عاملاً داعماً للنمو الاقتصادي فيها وفي النهاية فإن ذلك سيصب في مصلحة الجميع.‏

ويتناسى رئيس البنك الدولي تحميل مسؤولية الأزمة لصانعيها ولا يذكر مراكز التحكم والسيطرة المالية الكبرى، كما يتجاهل عمليات المضاربة، والمخاطر الكبيرة التي ترافقها وهو ما ادى الى الازمة المالية التي بدأت قبل حوالي ثمانية عشر شهرا ومازالت مرشحة للاستمرار.‏

ويكتفي زوليك بالدعوة لتقديم المساعدات مدركاً أن تحقيق معدلات نمو متصاعدة في الاقتصادات الصاعدة سيترك آثاراً ربحية على الاقتصادات الكبرى، وخاصة الولايات المتحدة الامريكية ذاتها، صاحبة الازمة وصانعتها والمستفيدة في النهاية من مشكلاتها وتفاعلاتها.‏

وفيما يرثي زوليك لحال الفقراء المتزايد فان وصفات مؤسسته الدولية لا تنظر في أحوالهم أبداً ولا تفكر في صياغة خطط لمحاصرة دوائر الفقر والارتقاء بالواقع الاقتصادي لتلك المجتمعات بحيث تغير من نمط انشطتها الى أنماط انتاجية وفيما يقر زوليك بان معظم الفقراء سيكونون من القارة الافريقية فإن صراخاً خافتاً يعلن أن هناك من يحاول الإبقاء على واقع القارة الراهن دون إدخال خطط التنمية اليها، لتبقى احتياطاً مستقبلياً لمخططي البنك الدولي والمؤسسات المشابهة، فالتزايد السكاني اللاحق وتعاظم احتياجات الدول الغنية يستلزم وجود ثروات باطنية، لم يحن الوقت للتركيز على استخراجها وتنميتها.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 مصطفى المقداد
مصطفى المقداد

القراءات: 11634
القراءات: 950
القراءات: 886
القراءات: 865
القراءات: 904
القراءات: 929
القراءات: 972
القراءات: 894
القراءات: 945
القراءات: 1006
القراءات: 964
القراءات: 955
القراءات: 974
القراءات: 973
القراءات: 977
القراءات: 1072
القراءات: 1006
القراءات: 1055
القراءات: 1063
القراءات: 1044
القراءات: 921
القراءات: 991
القراءات: 1038
القراءات: 1041
القراءات: 952
القراءات: 1091

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية