سيتعرف السيد دي ميستورا.. ولا بد أنه تعرف من قبل، إلى ستمئة وجه ووجه كلها تدعي المعارضة، وكل منها يدعي تمثيل تسعين في المئة من السوريين على الأقل، مع أن السوريين لا يعرفون وجهاً واحداً منها ولا يميزون هذا من ذاك.
وسيكتشف دي ميستورا أن لا تيارات ولا أحزاب بل جماعات، فثمة جماعة الدوحة لصاحبها حمد بن ثاني وتقيم في استنبول وتمولها قطر والسعودية، وثمة جماعة استنبول لصاحبها رجب أردوغان وتتوزع في المدن والأرياف التركية لا السورية، وثمة جماعة القاهرة أيام المخلوع مرسي وجماعة ما بعد مرسي، وثمة جماعة مدريد وجماعة برلين وجماعة باريس وجماعة العقبة، وجماعة الرياض ما قبل الحرب على اليمن وجماعة ما بعد الحرب.. ثم سيكتشف دي ميستورا أن كل هذه الجماعات تؤول إلى جماعة الإخوان المسلمين بهذه الطريقة أو تلك، والتي تؤول بدورها إلى المخابرات البريطانية.. وهذه بدورها تؤول إلى المخابرات الأميركية!!
بعدها سيبدأ دي ميستورا التعرف على أولياء أمر هذه الجماعات وأربابها ومموليها، وسيضطر إلى التفاوض مع كل ولي أمر على حدة، سيفاوض استنبول والرياض والدوحة وباريس ولندن وغيرها.. لكن المطاف سينتهي به إلى واشنطن أيضاً.. وشرح دروب المتاهة ليس كدخولها.
هل ندعو للسيد دي ميستورا بالتوفيق أم بطول البقاء؟