فمن النادر أن يمر شهر دون أن يفاجأ طاقم بوش باستقالة أحد أركانهم منذ أن غادر رامسفيلد وبيرل وولوفيتز وروف البيت الأبيض وحتى استقالة هيوز الأخيرة ,حتى يخيل للمراقب أن الجميع يريد أن يفر من سفينة بوش قبل غرقها الأخير في محيط العواصف والانتقادات وربما المحاكمات في المستقبل القريب.
أما السؤال الأهم فهو هل استطاعت هيوز ان تحسن من صورة بلادها وادارتها في العالم أم أن مثل هذه المهمة تبدو مستحيلة في الظروف الراهنة?!
في الواقع لا هيوز ولا غيرها من مسؤولي الدبلوماسية الأمريكية ولا حتى أبواقها الإعلامية قادرة على تحسين الصورة التي رسمها المحافظون الجدد وأصحاب الرؤوس الحامية في واشنطن وتجار الحروب وقاتلو الأطفال والنساء والشيوخ في العراق وأفغانستان في أذهان الرأي العام العالمي?!
فمن ذاك القادر على محو صورة مئات آلاف القتلى المدنيين في العراق وتشريد الملايين باسم الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان?!
ومن ذاك القادر على محو صورة ما جرى من جرائم ضد الإنسانية في سجون أبو غريب وغوانتانامو والسجون السرية الطائرة وامتهان لكرامة البشر في أروقة السي آي إيه?! ومن يستطيع أن يغير صورة بوش واداراته في أذهان الفلسطينيين واللبنانيين والأفغان والصوماليين وفي طول العالم وعرضه بعد كل تلك الحروب الاستباقية والوقائية التي حصدت أرواح الآلاف ودمرت كيانات شعوب بأكملها دون أي وازع أخلاقي?!
لهذا كله ندرك مغزى استقالة هيوز!!
ahmadh@ureach.com