ولان الكونغرس هو من حدد الاهداف فانه يبدو منطقيا ان تعمل القوات الاميركية (المحتلة) على تحقيقها , ويفترض ان تلبي هذه الاهداف مصالح الولايات المتحدة بصرف النظر عن ان سمة الاهداف المحددة هي اخلاقية ام غير اخلاقية .. فهذا امر يعود الى الجهة التي حددت الاهداف والى المعايير التي اعتمدت اثناء وضعها.
هذا في المبدأ و بعيدا عن السياسة , لكن عندما نتحدث بالسياسة فالامر مختلف , بل يجب ان يكون مختلفا , لان الامر لايتعلق بابحاث علمية او طبية من شأن تحقيق اهدافها ان يساعد البشرية جمعاء على تجاوز ازمات مسقوفة بنتائج دراسات سابقة او حالات مرضية طبية مستعصية.
وعليه يكون طبيعيا و مقبولا ان يقول البيت الابيض انه عمل ونجح او فشل في تحقيق هذه النسبة او تلك من اهداف وضعها الكونغرس او غيره , لكن يكون من غير الطبيعي ومن غير المقبول بالمطلق قول وزيرة الخارجية الاميركية: ان الحكومة العراقية لم تفشل وهي تواصل عملها لتحقيق اهداف الكونغرس على الصعيد الامني والسياسي والاقتصادي!!.
نعم هذا ماقالته رايس لشبكة سي.بي.اس التلفزيونية في معرض تعليقها على تقرير البيت الابيض التي حرصت خلاله على التقليل من اهمية نتائج التقرير .. فهل بلغت وقاحة المحتل هذه الايام ان يجاهر باهدافه على هذا النحو, وهل بلغت فيه ان يمارس التكاذب علانية ومن دون خجل فيتحدث حينا عن زراعة نموذج يحتذى للديمقراطية في العراق, وحينا اخر ينسف مايدعيه بمثل هذه التصريحات , ام ان ماقالته رايس هو زلة لسان وسقطة تستوجب المحاسبة?!.
اغلب الظن انها وقاحة, ذلك ان رايس سبق لها ان قالت في مثل هذه الايام واثناء العدوان الاسرائيلي على لبنان : ان مانشهده هو مخاض آلام ولادة شرق أوسط جديد?!.