الذي أجهد نفسه لتحقيق هذا الحلم الصهيوني، وتحويل القضية الفلسطينية إلى بورصة للبيع والشراء والاستثمار خدمة للكيان الإسرائيلي وابتزازاً مالياً إضافياً لمشيخات النفط تحت ستار الازدهار والسلام والتطبيع في المنطقة.
وكلنا يذكر كوشنر وهو يسابق الريح لإنجاز هذه الصفقة خلال ورشات ومؤتمرات عاصمة البحرين (المنامة) التي عقدت لهذه الغاية، وعمل جاهداً لدس السموم الأميركية المغلفة بأوراق التطبيع والاقتصاد بعسل السلام المزعوم.
وكلنا يذكر أيضاً أن صفعة العار المذكورة تناوبت بعض مشيخات النفط على تسويقها نيابة عن مشغلها الأميركي علَّها تحوز على رضاه، وهي ذاتها اليوم التي حضرت مراسمها الباهتة لتشارك من جديد في محاولة شرعنتها.
لكن المثير للاشمئزاز في كل ما يجري أن كوشنر وترامب اللذين يرغبان بتصفية القضية الفلسطينية، ونسف حل الدولتين، وتوطين اللاجئين حيث هم بتمويل عربي خليجي، لم يتوقفا عند هذه الحدود بل بدأا يتوعدان الفلسطينيين ويهددانهم بالويل والثبور إن لم يذعنوا للصفقة.
لكن ما لا يدركه كوشنر ومن خلفه ترامب أن الفلسطينيين أصحاب القضية، ومن خلفهم كل محور المقاومة لن يسمحوا بتمرير (بلفور) جديد عبر ما يسمى الحلول السياسية أو المؤتمرات الاقتصادية، ولن يجد التهديد والوعيد الأميركي صدى له في قاموس المقاومين وأصحاب الحقوق مهما بلغ فائض القوة الأميركي وغطرسة ساكني البيت الأبيض ومن خلفهم أذرع الصهيونية برمتها.