لقناعتها بأن القمة تمثل المكان الوحيد الذي يستطيع العرب من خلاله مناقشة كل قضاياهم السياسية, والاقتصادية, والاجتماعية, والثقافية, وفيها أيضاً يستطيع القادة العرب مناقشة خلافاتهم التي يمكن تجاوزها من خلال استخدام الحكمة, والعقل ووضع مستقبل الأمة فوق أي شيء آخر..
وعليه فإن قمة دمشق, قمة بعيدة عن الإملاءات الخارجية.. قمة تناقش القضايا العربية المركزية بروح عالية من المسؤولية تجاه قضايا الأمة, وما أكثر هذه القضايا بدءاً من فلسطين القضية المركزية, مروراً بالعراق وما يعانيه الشعب جراء الاحتلال لهذا البلد ولبنان ,والسودان.
وعندما نقول: إن سورية أرادت لهذه القمة أن تكون عربية مئة بالمئة, لكونها مؤسسة للعمل الجماعي العربي ومسوغ وجودها كان وما زال العمل على صياغة مواقف عربية مشتركة تجاه قضايا مطروحة إقليمياً, ودولياً, وقطرياً, والسعي لتطبيق القرارات المتخذة.
سورية أرادت من هذه القمة أن تكون قمة شحذ الهمم, قمة تلم الشمل وتجمع الأمة.. لأننا بأمس الحاجة هذه الأيام لمثل هذا (اللم) الذي تحاول أميركا جاهدة ألا يكون, وألا يجتمع العرب لأن في اجتماعهم, مجرد اجتماعهم, تهديداً لمصالحها المشتركة مع إسرائيل.
القمة بدأت اجتماعاتها من خلال وزراء الاقتصاد العرب وكبار المسؤولين, ثم وزراء الخارجية الذين سيقدمون التقرير النهائي للقادة العرب, وثبت الكثير من الزعماء حضورهم, وسورية تعمل جاهدة لأن تكون هذه القمة في مستوى الطموح الذي ينتظره الشارع العربي الذي ينظر إلى دمشق بعين الأمل, لكونها تمثل إرادة وطموح ذلك الشارع الذي رأيناه في أكثر من مناسبة يقف إلى جانب سورية التي تمثل روح الجذوة القومية, سورية التي لم ولن تفرط بحق من حقوق العرب المشروعة.