أما القراءة والموسيقا فلكل منها شهر بكامله, واحتفالا بهذه الأيام اعتبروها أعيادا وتقام لها المهرجانات, يحتفل بها كما الأعياد الأخرى حيث الألوان والبهرجات والطقوس, ما دفع الناقد الفرنسي الأشهر رولان بارت إلى اعتبار هذا من باب صنع أساطير معاصرة بموازاة أساطير الأقدمين, أساطير تنبع من (حياتنا), بالطبع يقصد حياتهم في الغرب.
أما نحن فأخذناها جاهزة وبدأنا بتطبيقها, ولمَ لا? طالما أنها تحفزنا على فعل شيء,هو في النهاية لمصلحة الإنسان.
لكن الملاحظ أننا بدل أن نعتبر هذه الأعياد بمثابة تحريض للبحث عن حلول للمشكلات التي تعاني منها هذه الفنون, بدل أن نعتبر العيد وقفة لتأمل المصير الذي وصلت إليه, حوّلنا العيد إلى ذكرى للوقوف على الأطلال, ذكرى لإلقاء كلمات التأبين.
ما يحتاجه المسرح مثلا هو النظر إليه وفق شرطه الأساسي (الآن /هنا) أي أن يطرح على الجمهور الحي القضايا التي تثير لديه ملكة التفكير والتساؤل, وأخطر ما يتهدد المسرح هو النظر إليه كذكرى.
كلما غاب التساؤل عن المسرح غاب المسرح, من هنا يرى أدونيس سبب غياب المسرح من التاريخ العربي, هذا التراث المولع بالإجابات والقامع لكل سؤال.